و..
ستعود الأيام عودا على بدء..
تتكرر الأوقات..
كما يكرر الفراغ رجع الصدى..
وتمضي الأعمار بلا رجعة..
نكمم أفواه صبرنا البائس..
تتألم أرواحنا من وقع الخذلان..
وذلك الذبول الذي يعتنق ملامحنا..
ويطفئ قناديل وجوهنا..
حتى آااااخر فتيل..
نجلس على نواصي الذكرى كل ليلة..
نفتقد من ودعونا وهم قتلة..
ونحنُّ لمن ألهبونا بسياط الهجر..
نتمنى..
لو يسقطون من جيوب التاريخ..
نتمنى لو نستطيع كتابة قدر بلا فواجع..
نبحث بلا كلل عن وسيلة..
نخرج بها من متاهة من ائتمناهم على أرواحنا..
فباعوها بدراهم الخسة في أسواق النخاسة..
ليشتروا رخيصا رأوا فيه ما يسرهم..
وتصدقوا بنا قبلها إلى الغياب..
إلى الانتظار الآيس..
إلى جروح لا تكف عن النزف..
إلى حنين كافر..
وشوق لا يرحم..
حين صرنا عملة قديمة لا تسمن ولا تغني..
نقول..
تبت قلوبهم..
ألم يعلموا أن كل قتل كان حراما..
فلماذا لم يرعوا في قلوبنا حق الانتماء؟!..
إن لم يكن لنا في الذمة الخربة غيره..
كيف لم ترعوي أنفسهم وتخجل قلوبهم حين قدمتنا قرابين إلى مذابح النسيان؟!..
كيف لم يشعروا بالأسف والأسى حين قدمونا إلى حضرة السجان..
ومنحوه السوط والقضبان؟!..
سرقوا حريتنا..
وقيدوا أرواحنا بسلاسل الوعود المكذوبة..
ثم راحوا يقلبون وجوه البسيطة بحثا عن حرية بلا قيود..
أيها السادة..
على رسلكم..
ما زال الدرب لم يكتمل بعد..
وما زالت هناك خطى علينا أن نقطعها إلى تمام ما أردتم..
ولا يزال لأعينكم بعض المشاهد ليكتمل نعيم الرؤية..
فانعموا الآن وادخروا من أوجاعنا زادا..
يوم تأملون أن ندعوا الله لكم، حين تقفون آيسين من مصمصمة شفة على سبيل الشفقة..
حين تبحثون عن شق قلب يبكي لكم..
عن عين تدمع لأجلكم..
فلا تجدون..
أليس للمرء من دهره ما قدم؟!..
أوليس الزمان(افعل ما شئت)..
كما تدين تدان؟!..
فارتقبوا إذن..
إن الغد لناظره قريب..
هو حكم الواحد الديان..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..