قف للفتى
قِفْ لِلْفَتَى في عصرِنا إكراما
عجزَ اللسانُ فما وجدتُ كَلاما
قِفْ لِلْفَتَى صبحًا وليلًا وافتخر
بينَ الشعوبِ إذا أردتَ وِساما
هذا ابنُ مصرَ بِكُلِّ أرضٍ فارسٌ
أسَدٌ يُجِيدُ الكَرَّ والإقداما
في ساحةِ الميدانِ يَرفَعُ هامتي
لِيصونَ بين العالمينَ سلاما
مِنْ نِيلِها شَرِبَ الشجاعةَ كُلَّها
مِنْ زرعِها صار الوفاءُ طعاما
وعلى حكاياتِ الجدودِ ونُورِهمْ
عاشوا العصورَ فَوارِسًا وكِراما
وعلى حُبَيباتِ الرمالِ تعانقت
قِصصُ البطولةِ كي تَصدَّ ظَلاما
وعلى ضِفافِ النهرِ صُنْتُ حضارتي
ما كان فِكري جائرًا هَدَّاما
ما كُنتُ أقبَلُ أنْ أعيشَ مُشاهِدًا
عند السفوحِ أغازِلُ الأوهاما
فأنا الذي أبصرتُ أنوارَ الهُدى
أعلَيتُ عقلًا يَحكُمُ الأجساما
وجهي يُنادي الشمسَ : لا لا تغربي
هذا مُقامُكِ واسألي الأعواما
بلْ واسألي كُلَّ المحافِلِ واعرفي
كيفَ الطبيبُ يعالِجُ الأسقاما
كيفَ الطيورُ على الغصونِ تسابقت
لِتصونَ بين عوالِمي الأهراما
لحنُ الخُلودِ هُنا يُغَرِّدُ قائِلًا
إنِّي عَشِقتُ على الحدودِ قِياما
إنِّي وهَبتُ الروحَ عند كرامتي
والعهدُ بات على الصدوقِ لِزاما
أروِي تُرابَكِ يا حبيبةُ مِنْ دمِيْ
وأُعِيدُ جُندَ المعتدينَ حُطاما
وأشقُّ صفَّ الظالمين بساعِدي
لمْ أخشَ يومًا هَجمةً وصِداما
لا وقتَ عِندي كَي أُفاوضَ باغِيًا
خانَ الكليمَ وحاربَ الإسلاما
لا وقتَ عندي للمَلاعِبِ إنَّني
كمْ كُنتُ أغضبُ إنْ رأيتُ نِياما
في خاطِري ( سلْمانُ خاطِرِ ) سَارَعَتْ
هَجَمَاتُهُ فغدا اليهودُ ركاما
وارتدَّ حِلْفُ الظالمينَ بِحسرةٍ
كي لا يذوقَ الذُّلَّ والإعداما
هَيَّا افرحوا ، فأنا الشهيدُ وخُطوَتي
سَبَقَتْ وحازتْ في النعيمِ مُقاما
وحجَزْتُ قَصرًا في الفراديسِ التي
نادتْ إليها الرسْلَ والأعلاما
سَتظَلُّ في قِصصِ البطولةِ قِصتي
رمزًا يُعِيْنُ الزهْرَ والأحلاما
اسمي سَيحفظُه الزمانُ ( مُحمَّدٌ )
وأبِي ( صلاحٌ ) عَلَّمَ الأقلاما
أُمِّي التي غَرسَتْ شمائِلَ عِزَّتي
وبِكُلِّ عزمٍ قادتْ الأيتاما
وأخِي المقاتِلُ وابنُ عمِّي قائدٌ
لمْ يخشَ يومًا للعدوِّ زِحاما
ومُعلِّمي في الفصلِ أوصى جِيلَنا
صونوا الديارَ وأسعِدوا الأرحاما
إنِّي رسمتُ على الفؤادِ مَدائني
أتقَنتُ شَوقًا نحوَها وغَراما
وتركتُ للأجيالِ خيرَ وَصيَّةٍ :
ما فازَ شَعبٌ يَعشَقُ الأفلاما