إذا نزلَ البلاء بأيّ أرض
يصارعه التضرع والدُّعاءُ
فيلطف فيه مَن برأ البرايا
ومن لولاه ما كان القضاءُ
دعاؤُكَ للذي سوّاك طهرٌ
و إيمانٌ عميقٌ و ارتقاءُ
فما وصل الدُّعاءَ سوى تقيٍّ
يظلُّ يُضيءُ مُهجتهُ الرّجاءُ
وما قطع الدُّعاءَ سوى عصىٍّ
يُلازمُهُ التّعثُّرُ و الشّقاءُ
ومن يقنطْ ، ففي كُفرٍ تردّى
وعن أرجائِهِ غاب الضياءُ
فلا تقطع رجاءَكَ في رحيمٍ
لديه السخط يسبقه الرِّضاءُ
ويسبقُ عدلَهُ عَفْوٌ وصَفْحٌ
وديدنُهُ التَّفَضُّلُ والسَّخاءُ
لِأَجْلِكَ أبدعَ الأكوانَ فاضت
بخيرٍ ، وازدهى فيها البهاءُ
وسخَّرَ كُلَّ ذي الأكوان طَوْعًا
لِمَا قد تشتهي أو قد تشاءُ
وما لِعطاءِ ربِّكَ مِنْ حدودٍ
وما وَسِعتهُ أرضٌ أو سماءُ
وليسَ لِرَحمةِ اللهِ ابتداءٌ
وليس لرحمةِ اللهِ انتهاءُ