ظلت أرض الكنانة على مدار تاريخها قديمه وحديثه واحدة من البلدان التى يلجأ إليها الكثيرون طلباً للغوث فى أوقات الشدة وكانت مصر ومازالت هى اليد الحانية التى تقيل العثرات للقاصى والدانى.
وها هى تعيش تجربة فريدة من نوعها.. فعلى مدار تسع سنوات مرت على ريفنا المصرى أحد أهم ركائز ومكونات المشهد السياسى والاجتماعى المصرى بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وذلك عبر مشروعات متعددة لتطوير الريف المصرى والذى عمل على حصر الاحتياجات التنموية للقرى المستهدفة وإعداد خطة التدخلات التنموية المستدامة ومتابعة وتقييم أثر كل الجهود على حالة التنمية وجودة الحياة للوصول إلى النتائج المرجوة.
لذا فالمتأمل والمتابع لمشروع تطوير الريف المصرى يجده قد شهد تدشين منظومة إلكترونية متكاملة ربطت كافة التدخلات بأهداف التنمية المتعارف عليها عالمياً ومنها معدل التغطية بالوحدات الصحية ومعدل التغطية بخدمات الصرف الصحى وكذا معدل الخدمات التعليمية والرياضية.. فخلال التسع سنوات الماضية شهد القطاع الزراعى الكثير من التطوير والإنجازات ولعل أبرزها مجابهة التعديات على الأرض الزراعية واستصلاح مساحات زراعية جديدة وفرت فرص عمل وساهمت فى زيادة الإنتاج الزراعى فضلا عن إقامة مجتمعات زراعية عمرانية متكاملة مع توفير التمويل اللازم للفلاحين لتطوير وتعزيز التعاون وتوفير الدعم الفنى والتدريب لتحسين الإنتاج الزراعى.
أيضاً فى مشروع »حياة كريمة« هناك أرقام مذهلة ناتجة عنه ساهمت هى الأخرى بشكل كبير فى تطوير الريف المصرى إضافة إلى مجهودات القيادة السياسية للنهوض بالزراعة ودعم الفلاحين بشكل غير مسبوق.
إن توفير الأمن والاستقرار يدعم المجتمع الزراعى لذا كان لزاماً توفير الحياة الكريمة التى لم تغفل عوامل التنمية الأساسية سواء على المستوى الاقتصادى أو الشخصى ومن وجهة نظرى فإن المشروع القومى لتطوير الريف المصرى رفع شعار »الإنسان والبشر قبل الحجر«.. فمن المشروعات التى شهدتها »حياة كريمة« ما تم على مستوى الشمول المالى من ترتيبات خاصة بالبنوك ومكاتب البريد حيث تم إنشاء ٢١ فرعاً للبنوك علاوة على تطوير ٢١١ فرعاً آخر وإنشاء وتطوير ٣٦٥ ماكينة صراف آلى وعقد ٠٠٢١ ندوة تثقيف.. وإنشاء وحدات اجتماعية تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة وتأهيل قرى المبادرة الرئاسية »حياة كريمة« لتتوافق مع أحدث المعايير البيئية العالمية وتحصل على شهادة »ترشيد« للمجتمعات الريفية.. وظهر أثر ذلك جلياً فى تصدر محافظات المنيا وسوهاج وأسيوط وقنا قائمة الأعلى من حيث المخصصات وهو ما يعمل على إلغاء فكرة »الصعيد المنسى« من التطوير وفى المجمل حصل هذا الإقليم على ٧٣٢ مليار جنيه مخصصات تمثل حوالى ٨٦٪ من إجمالى مخصصات »حياة كريمة«.
من هنا فإن القارئ المتابع لما يجرى على أرض هذا البلد يجد جهوداً خلاقة لم تكن لتوجد على مدار سنوات طويلة مضت كانت معظم مرافق البنية التحتية فى طى النسيان.. ولكن حان الآن وقت السواعد الفتية التى تعمل ولا تكل من أجل رفعت مصرنا العزيزة.
عميد أسنان القاهرة السابق