كتب مصطفى الدمرداش – ابراهيم احمد
أطلقت شركة هيدريك آند سترجلز – المدرجة في بورصة ناسداك تحت الرمز (Nasdaq: HSII)، المزود الرائد لخدمات البحث التنفيذي وتقييم القيادة والتطوير، اليوم تقريرها الثالث لمراقبة مجالس إدارة الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة. تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة – في إطار سعيها لتحقيق التزامها بتعزيز الاستدامة والازدهار، بالإضافة إلى طموحاتها لقيادة الابتكار على مستوى العالم – تحولاً في تكوين مجالس إدارة الشركات لمواجهة التحديات والمتطلبات الجديدة.
وبشكل عام، أجرت مجالس إدارة الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة 31 تعييناً في مجالس الإدارة في عام 2022، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بـ 54 تعيين في عام 2021 و52 تعيين في عام 2020. وفي الوقت نفسه، هناك رغبة متزايدة بتعيين أعضاء مجلس إدارة أصغر سناً. ويعد المدراء الجدد في دولة الإمارات العربية المتحدة من بين المجموعة النموذجية الأصغر سناً على مستوى العالم، إذ يبلغ متوسط أعمارهم 48 عاماً، بانخفاض عن عمر 49.7 عام في العام السابق. كما أشار التقرير أن مجموعات الأصغر سناً الي تليها ترتكز في المملكة العربية السعودية وبولندا، حيث كان متوسط عمر المعينين في مجالس إدارة الشركات 50 عاماً.
وبالمقارنة مع السنوات السابقة، يشير المشهد المتغير للمديرين المعينين الجدد، إلى التركيز المتزايد على التنوع. وقد حدث تحسن إيجابي على أساس سنوي في تمثيل الجنسين، حيث شكل الجانب النسوي (النساء المديرات) 23% من التعيينات في عام 2022، ارتفاعاً من 17% في دراستنا لعام 2021 و12% في عام 2020. وبالإضافة إلى ذلك، هناك عدد أكبر من النساء في عضوية مجلس الإدارة لأول مرة – 43% من النساء المعينات لديهن خبرة سابقة في مجالس الإدارة العامة مقارنة بـ 67% من الرجال.
وتماشياً مع خطط العديد من الشركات الإماراتية للتوسع دولياً، يتمتع 6% من المعينين في عام 2022 بخبرة دولية، مقارنة بـ 2% في عام 2021.
قالت مليحة جيلاني، شريك في مكتب هيدريك آند سترجلز في دبي ، ورئيس قسم ممارسات التأثير الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: ” “إن الاضطراب الناجم عن التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وتدفق الاستثمار الأجنبي، وزيادة تبني تحقيق الاستدامة في جداول أعمال الشركات، يُجبر مجالس إدارة الشركات على إعادة النظر في مزيج الخبرات المتوفرة. تعد الزيادة في التنوع على مستوى مجلس الإدارة من حيث الجنس والعمر والتوسع الدولي علامة إيجابية، ويجب على مجالس الإدارة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن تأخذ بعين الاعتبار إلى أي مدى تحتاج إلى خبرة في مجال الاستدامة في مجلس الإدارة نفسه. ويمكنهم أيضاً الاستفادة من الاستمرار في زيادة حصة المدراء ذوي الخبرة الدولية لدعم طموحاتهم التوسعية”.
تُظهر مجالس إدارة الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة رغبة متزايدة في تعيين أعضاء مجلس الإدارة دون خبرة سابقة في منصب الرئيس التنفيذي. وفي حين أن الخلفية المهنية الأكثر شيوعاً لأعضاء مجلس الإدارة الجدد لا تزال هي منصب الرئيس التنفيذي، إلا أن 35% فقط من المعينين في عام 2022 لديهم خبرة في هذا المنصب، وهو انخفاض كبير مقارنةً العام السابق بنسبة (56%). وأظهرت الشركات الإماراتية أيضاً اهتماماً قوياً بتعيينات من ذوي الخلفيات التنفيذية مثل رئيس العمليات التنفيذي (13%)، ورؤساء المناطق (10%)، ورئيس الاستثمار التنفيذي (6%). وتبرز حصة المقاعد المخصصة لكبار مسؤولي الاستثمار في المجموعة النموذجية في الإمارات العربية المتحدة لعام 2022 على وجه الخصوص، استعداداً للاكتتابات العامة الأولية وتدفقات الاستثمار الأجنبي إلى الدولة، حيث أنها في كثير من الأحيان لا تشكل حتى 1٪ من خلفيات المديرين الجدد في أسواق أخرى.
كما سعت مجالس إدارة الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة في كثير من الأحيان إلى تعيين مديرين ذوي خبرة في الخدمات المالية، حيث يتمتع ما يقرب من نصف (45٪) المعينين في عام 2022 بخلفية في هذا القطاع. ومع ذلك، هناك اتجاه واسع النطاق على مستوى السوق لإعطاء الأولوية للخبرة في نفس القطاع، وخاصة في القطاع الصناعي، حيث تم تعيين 100٪ من المديرين من ذوي خلفية في نفس القطاع. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن قطاع المستهلكين يثمّن وأكثر انفتاحاً على الخبرة من مختلف الصناعات، حيث يستقطب 33% من مديري قطاع المستهلكين خبرة خارجية إلى هذا المنصب.
وقال ريتشارد جيست، الشريك المسؤول لدى هيدريك آند سترجلز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المقيم في مكتب دبي، والشريك الإداري الإقليمي لقسم التكنولوجيا والخدمات العالمية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط: ” بما أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبتكر وتنمو على نطاق عالمي، ومع وجود زخم قوي في الاكتتابات العامة والاستثمارات الأجنبية، تحتاج مجالس إدارة الشركات إلى إظهار قيادة قوية وواضحة. ومن أجل الحفاظ على طموحاتها الجريئة، يجب على مجالس إدارة الشركات الاستمرار في تقييم الأداء لفهم أين توجد فجوات المهارات وتعديل عمليات البحث عن مديرين جدد بما يتناسب مع متطلباتهم”.