سألني الليل
عن شُعلة الموت التي تكسو
وجهي
أجبتُ :حدقاتي بِركة نجوم
حائرة
وشظايا بلور يتناثر
على جسدي
ينقش اسمك
تكتظ ملامح دهشتي
يتصبب خافقي قهرا
يتأهب لرحيلٍ يلسع
جمرا
ها أنا أودعك فارغة
كما أتيت
في المنتصف المُميت
الذي ذبح أوداج
الوصل بيننا
اختزلتُ المسافات
نسفت الأعراف لأصِلكَ
تسللتُ إلى عالم
يعج خراباً
لا مجال لقدمي
أن تطأ شبراً واحدا
رصيف قلبك الهش
شُلّ خطوي
اعتلى الهجر صهوة
الأمداء
صوّب نباله نحوي
طبعتُ على ثغر الفجر
آخر قُبلة وداع
و عرْي الليل يعوي
ممتعضا يروي
هزائمنا ،
لوّحت للشهاب
أنني راحلة
دون تذكرة إياب
وعدتُ الفجر
الذي طالما هدهد
فرحنا ، شغبنا
قهقهاتنا،جنوننا
أنني لن أعيق مسامه
من التحليق على متن
السحاب الغادر
سأخبر تلك الأجرام الحبلى
بأسرارنا القرمزية
أننا سنحتضر سويا
هذه المرة
ربما يسعفني حظي
فيئدُ أناتي من الوريد
إلى الوريد ..
دون هوادة
بعثرتُ ملامحك
فوق قصائدي
حتى لا تكون فيها
بعد الآن
أطفأت أجيج الوجد
بين أضلعي
نثرت آخر أنفاسك
التي أثملت قفصي
الصدري
بمرارة أمعنت النظر طويلا
إلى ذراعيَّ
فوجدتهما خُلقتا للوداعات
فقط ،
أو أن حكايتنا مبتورة
الغذ ؟
كنت أفتح ذراعي على
مصراعيهما
لهفة و هياما
فراشة تحوم حول
فتيل شمعة روحك
الشبه منطفئة
أشاكس عقارب الساعة
و أرتب نبضات قلبك
المعطل عن الحب
جعلتَ من حضني قبرا
مُوحشا ..
حتى تلك الرابية
الممتدة منك إليَّ
تعج أفئدة فصول
تخطو حافية الروح
يتقاذفها حفيف همس
مُرتجف
يخاتل لمسة فجر
فاترة
انفلتت من السماء
لتربت على كتف
المسافات المُهاجرة
و أنا على مضض أبتسم
بعد أن أصبح مداي صفر
أجس نبض قلبك
عله يدعوني لارتشاف
قدح بقاءٍ ،
أو يدعوني إلى مأدبة
فناء
أتحسس جدران غرفتي
الباردة
الطاعنة في الانتظار
لا جدوى …
إذا بغيمات نزلت
من السماء
أطفأت فوانيس الليل
لتقيم على عشقنا صلاة
الغائب
وتشيع جثمان حكايتنا
في هودج أخرس
تقوده النوارس
بلجيكا