تمر الايام والسنين طويلة ولكنها قصيرة لا تنتظر أحد …تمر كسحابة صيف لم نشعر بها وسط زحام الدنيا والجري في طريق لا نهاية له سوي باسدال الستار عن الحياة وتصمت دقات القلب معلنه الرحيل في هدوء وسلام تاركة خلفها كل وجع وشقاء وحزن والم ….تلك هي الحياة .
تمر الايام بسرعه نظن فيها أننا وصلنا الي مرحلة من النضج العقلي والعاطفي يجعلنا نعيش في سلام نفسي وعقلي غير مهتمين بما يحدث خلفنا هناك خبرة وتأني وتريث بحكم سنوات العمر والخبرة المكتسبة من الحياة والعمل وذلك لأننا وصلنا الي مرحلة الزهد في الحياة وادركنا حقيقتها بكل صدق وشفافيه فاثرنا الزهد فيها راضين بكل نعمه من الله علينا ….
أدركنا خلال كل هذه السنوات أنه لا فائدة من الحزن والغضب ولا فائدة من إهدار الوقت في اشياء لا جدوي منها علي الاطلاق ولا نبالي باي شيء لا يخصنا من قريب أو بعيد كلنا نمر بهذا الوقت …ونظن في لحظة أن الحياة تمر بسلام وهدوء غير طامعين في شيء لا منصب لا مكانه لا مال لا نفوذ أو سلطه فقط نبحث عن سلامه القلب والعقل وراحه بال تغنيك عن ضجيج العالم ….
وفي لحظة تأمل تجلس فيها وحيدا الا من فنجان قهوتك السادة وضوء الفانوس الاصفر الذي يشعرك بالدفء في غرفتك موصدا الباب عليك في استراحه قصيرة تعيش فيها مع نفسك لحظات تخلو بنفسك فيها لأنني افتقد نفسي …وفجأة تشعر بوجع يدق ابواب قلبك معلنا القدوم …انا هنا لم ارحل عنك يوما فقط كنت هنا اراقب خطواتك وضحكاتك وهمساتك اراقبك من بعيد ولكني اقرب قريب اليك …فقط كنت اتواري عن عيون البشر ولكني اسكن قلبك انتظر أن تستدعيني لازال الوجع ساكن الضلوع ويعيش في أعماق القلب لم ولن يزول ….لازال وجع السنين يكبر يوما بعد يوم رغم كل شيء …رغم الابتسامه الباهته التي نوهم بها أنفسنا هي علي الشفاه مرسومة ولكن القلب يدمي وجعا …
اه من وجع الايام الذي لا يموت الا بموت الروح وجع يؤلمك عندما ياتي اليك ويقول أنا هنا هل تذكرني ….هل تذكر تلك اللحظات الذي اعتصرت فيها قلبك دون رحمه ….وجع ثم وجع ثم اوجاع وتظن عندما تضحك انك قد هربت من كل هذا الوجع ..وفجأة تجد نفسك محطما مكسورا مهزوما …متوسلا راجيا ..لا اريد مزيدا من الاوجاع كفاني لقد هرمت من أحزاني الدفينه …ولكن هيهات أن يسمع قلبك أو تستجيب الاوجاع …نعيش وتكبر ونتصور أننا شفينا من الاوجاع ولكنها في أعماق القلب راكده لا تتركنا ابدا .
من منا يعيش بلا اوجاع سواء الماضي أو الحاضر من منا لم يخلو الي نفسه ليعيد شريط الذكريات ويضع يده علي قلبه متوسلا يا وجع القلب علينا أن نتصالح معها ونرضي بها فهي جزء منا ..اوجاعنا هي تلك الانكسارات التي عشناها يوما بعد يوم وكل شخص فينا لديه اوجاعه وأحزانه رغم تلك الابتسامه والضحك وممارسة الحياة الطبيعية ولكن هذا الباب موصدا لا يستطيع أحد الدخول إلا لنفسك عندما تشاء..
اوجاع القلب لا تموت الا بموت الروح فسلاما علي قلوبا رغم كل الوجع لازالت تحيا في سلام …