الاخبارية وكالات
اشتبكت القوات الإسرائيلية مع مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم السبت في شمال قطاع غزة في محاولة لتحقيق هدفها صعب المنال المتمثل في السيطرة الكاملة عليه.
جاء ذلك بعد يوم من إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا دعا فيه لزيادة المساعدات للقطاع الفلسطيني لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار.
وتصاعد دخان كثيف فوق مدينة جباليا بشمال القطاع والتي تضم أيضا أكبر مخيم للاجئين في غزة. وأفاد سكان باستمرار الغارات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت داخل المدينة.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها دمرت خمس دبابات إسرائيلية في المنطقة مما أدى إلى سقوط أفراد طواقمها بين قتلى ومصابين بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذا التقرير بشكل مستقل.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن قوات الجيش حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى في القطاع، مع التركيز على الجنوب.
وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن بحث الوضع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت. وتواصل الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الرئيسية دعمها لها في الوقت الذي تعبر فيه عن القلق إزاء تزايد عدد القتلى وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وأحجم بايدن عن الخوض في تفاصيل محادثته مع نتنياهو وقال للصحفيين إنها “محادثة خاصة”
إلا أنه أضاف “لم أطلب وقف إطلاق النار”.
وقال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا بالتفصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بما في ذلك “أهدافها ومراحلها”، وضرورة حماية أرواح المدنيين وتأمين إطلاق سراح الرهائن الباقين.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يريدون ويتوقعون من إسرائيل أن تحول عملياتها العسكرية في غزة قريبا إلى مرحلة أقل كثافة يمكن خلالها تنفيذ المزيد من العمليات المستهدفة التي تركز على قيادة حماس وبنيتها التحتية.
وبعد أيام من الجدل لتجنب التهديد الأمريكي باستخدام حق النقض (فيتو)، أصدر مجلس الأمن يوم الجمعة قرارا يحث على اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية “بشكل آمن ودون عوائق وعلى نطاق أوسع… وتهيئة الظروف لوقف مستدام” للقتال.
وتم تخفيف نبرة القرار مقارنة بالمسودات السابقة التي دعت إلى إنهاء فوري للحرب المستمرة منذ 11 أسبوعا وتخفيف سيطرة إسرائيل على توصيل المساعدات مما مهد الطريق أمام التصويت. وامتنعت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، عن التصويت.
وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على حماس، وقف إطلاق النار معتبرتين أن ذلك سيسمح للجماعة الإسلامية بإعادة تنظيم صفوفها وتسليحها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال يوم السبت إنه أطلق طلقات خادعة في منطقة عيسى بمدينة غزة لاستدراج عشرات المسلحين إلى مبنى كان بمثابة مقر لحركة حماس في شمال القطاع.
وجاء في البيان “وجهت القوات البرية والمخابراتية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لضرب المبنى، والقضاء على الإرهابيين”.
ونشر الجيش أيضا مقطعا مصورا قال إنه يظهر أنفاقا لحماس في منطقة عيسى. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من موقع أو وقت التصوير. وتتهم إسرائيل الحركة بحفر أنفاق وتأسيس منشآت عسكرية أخرى في المناطق التي يقطنها المدنيون لاستخدامهم دروعا بشرية وهو ما تنفيه حماس.
وفي وقت لاحق من يوم السبت، أفاد سكان ووسائل إعلام فلسطينية بأن الدبابات الإسرائيلية قصفت منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة. ولم ترد تقارير حتى الآن عن سقوط قتلى أو جرحى.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية يوم السبت أن 201 على الأقل قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع عدد القتلى إلى 20258 خلال الصراع المستمر منذ 11 أسبوعا، ويُعتقد بأن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض. وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا.
وتقول إسرائيل إن 146 من جنودها قُتلوا منذ تنفيذ اجتياحها البري في 20 أكتوبر تشرين الأول ردا على هجوم مسلحي حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة والعودة بهم إلى القطاع.
وكتب يسرائيل كاتس وزير الطاقة الإسرائيلي والعضو بحكومة الحرب على منصة إكس “ينبغي أن نمضي قدما من أجل كل جندي سقط أيضا. حتى القضاء على حماس. حتى استعادة الرهائن”.
وقالت حماس يوم السبت إنها فقدت الاتصال مع مجموعة مسؤولة عن خمسة من الرهائن الإسرائيليين بسبب القصف الإسرائيلي.
ووصف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي البيان بأنه “إرهاب نفسي” من حماس.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص هم صحفي في قناة الأقصى التابعة لحركة حماس واثنان من أقاربه.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه لم يتعمد أبدا قتل الصحفيين. وعبّر عن أسفه على مقتل مدنيين لكنه حمل مسؤولية ذلك لحركة حماس المدعومة من إيران. ويقول الجيش إن إسرائيل لن تكون بمأمن إلا بعد القضاء على حماس.
وقالت إذاعة الأقصى في وقت لاحق إن طائرات إسرائيلية قصفت ودمرت مقر تلفزيون وإذاعة الأقصى في مدينة غزة.
وأحجم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على التقارير الفلسطينية التي تفيد بأن القوات الإسرائيلية بدأت هجوما بريا بالقرب من كرم أبو سالم شرقي معبر رفح ناحية مصر.
* “يقصفون ليل نهار”
تطلب إسرائيل من السكان مغادرة المناطق الشمالية من غزة، لكن قواتها تقصف أيضا أهدافا في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي الصغير.
وقال زياد، وهو مسعف وأب لستة أطفال، لرويترز عبر الهاتف “أين يجب أن نذهب؟ لا يوجد مكان آمن”. وأضاف “يطلبون من الناس التوجه إلى دير البلح (وسط مدينة غزة) حيث يقصفون ليل نهار”.
وكتب الهلال الأحمر الفلسطيني على موقع إكس أن طواقمه نقلت عددا من القتلى والمصابين يوم السبت بعد قصف منزل في دير البلح.
وشارك فلسطينيون في تشييع جثامين أربعة من أسرة واحدة قتلوا في غارة جوية إسرائيلية أخرى على خان يونس بجنوب القطاع.
وقال رمزي العايدي، وهو من سكان غزة وحاصل على دكتوراه في القانون، “هؤلاء أشخاص يعني الأصل بأن يكونوا آمنين في بيوتهم ومحميين بموجب القانون، لكن… القانون الدولي قد سقط… لو كانت إسرائيل هي من تقع مكان الفلسطينيين لقامت الدنيا ولم تقعد”.
وتطلق حماس وحلفاؤها صواريخ على إسرائيل منذ بداية الحرب، إلا أن أغلبها يتم إسقاطه. ودوت صفارات الإنذار يوم السبت إلى الشمال والشرق من غزة بعد يومين من الهدوء.
وامتد الصراع إلى ما هو أبعد من قطاع غزة ليصل إلى أماكن منها البحر الأحمر حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة ردا على هجوم إسرائيل على قطاع غزة.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري يوم السبت إن سفينة تجارية تابعة لإسرائيل تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة في بحر العرب قبالة الساحل الغربي للهند مما أدى إلى نشوب حريق.
وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية يوم السبت أنها تلقت تقريرا عن حادث في محيط مضيق باب المندب على بعد 45 ميلا بحريا جنوب غربي الصليف باليمن.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية يوم السبت عن البريجادير جنرال محمد رضا نقدي مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية قوله إن البحر المتوسط قد يُغلق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب “جرائم” في غزة، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.