ذكر السجن في سورة يوسف ٩ مرات اختلف مقصدها ومعناها.
فيوسف قصد به العزلة وانفراد روحه بالله، تلك العزلة التي لن تتأت له بمحض إرادته، لأن يوسف حتى هذه اللحظة كان مصفدا بصك شراء، وما كان السجن إلا لفك تلك الأصفاد، فلو كان حرا لكان له محرابا.
فقال: “السجن أحب إلي مما يدعونني إليه”.
ها هو قد أدرك وتمنى وطلب بصدق وإيمان بضعف نفسه البشرية عن إيجاد سبيل للنجاة.
أما في مقصد زوجة العزيز فكان السجن تهديدا لن يتحمله يوسف، لاختيار بين أمرين، أيقنت أنه سيختار غوايتها: “ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن”.
فجاء قدر الله وتدخله بأن أجرى الاختيار على لسان زوجها وأتباعه: “ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين”.
كانت عزلة يوسف تمحيص وتدقيق واختبار للإيمان وامتحان وانتقال بصدق إلى عبودية الله، لم يكن لدى يوسف فرصة أخرى للنجاة، كان أمام خيارين.
أما أنت فأمامك اختيارات كثيرة لتعتزل ما يؤذيك، أنت على ضعفك لك من السبل مالم يتاح لنبي من أنبياء الله.
فلماذا تترك كل سبل النجاة وتختار سجنك! ..