مسلسل زينهم الذي حقق إقبالا في الأيام الأخيرة عمل شبابي يتطلب منا التوقف أمام الإقبال الجماهيري المشابه للإقبال على مسلسل ” صوت وصورة” لنفس المؤلف محمد سليمان عبد المالك ويبدو أنه راودته نفس الفكرة بدليل إقحام صدقي صخر وعمرو وهبة بطل صوت وصورة ومساعده في الحلقة الأخيرة بحجة شراء سيارة المستشار زكريا والد الدكتور زينهم -الممثل الواعد أحمد داود.
**وحيث انقسمت وقائع الدراما فيه إلى خطين : الأول كشف الفساد الوارد حدوثه في المشرحة والثاني البحث عن السبب الحقيقي لمصرع المستشار زكريا (والد زينهم وقام بدوره الفنان محمد أبو داود) بعد وفاته بسبب مجهول بعد قضية كبرى لم يخالف فيها ضميره.
حتى قصة الحب ومشاريع الزواج التي جاءت متناثرة في الحلقات الثلاثين كانت مهمومة بشكل واضح بقضية والد زينهم أكثر من أي شىء آخر ..
**الملاحظة الثانية التي يعتقد أنها من أسباب رواج المسلسل :أنه للمرة الأولى تنشغل فيها الدراما المصرية بعمل كامل يدور داخل مشرحة زينهم ويحمل نفس الاسم مشيرا إلى الطبيب أو المشرحة نفسها..
فقد كانت الدراما تكتفي بتناول المشرحة كضرورة درامية لمواقف محدودة ومحددة وليس شىء آخر .
**الملاحظة الثالثة أن العمل يحمل مغامرة محسوبة تمثلت في تحمل الشباب الجديد (أحمد داود و كريم قاسم و سلمى أبو ضيف ) مسئولية التمثيل والتنفيذ مما يعتبر توسعا في اتجاه الدراما المصرية الحديث بمنح المزيد من الفرص للشباب في أدوار البطولة وهو نفس الذي لاحظناه في “صوت وصورة” وبالطبع يخلي المخرج (يحي اسماعيل) والمنتج (تامر مرتضى) مسئوليتهما عن استمرار هؤلاء الشباب في أعمال قادمة أم لا ..ولكن يراهن على أن النجاح الجماهيري سيساند جهود دعم الشباب وهذا أمر مطلوب في أن تجدد الدراما المصرية شبابها وقدراتها ..
**ورغم أن العمل مأخوذ من مذكرات تمثل انطباعات حقيقية لطبيب (الدكتور محمد جاب الله) عمل لسنوات في مشرحة زينهم إلا ان خبرة محمد سليمان عبد المالك بذوق المشاهد و بالاستعانة بورشة سيناريو وحوار من شباب لهم خبرة (محمد فتحي عبد المقصود وعمرو مؤمن )
مما ساعده أن يعبر بسلام قنطرة الثقة إلى محطة النجاح ..
**وظهر الرهان جليا -في تقديري -باستعراض الممثلين الكبار المشاركين في الأدوار الثانية ومن أشهرهم المستشار (محمد أبو داود) وعماد رشاد والد الدكتور جيمي -زميل دكتور زينهم والخال (محمد الصاوي)
وفي الأدوار النسائية : هناء الشوربجي وسلوى محمد علي المتمرستان على أدوار الام في معظم أعمالهما الدرامية..
**ولكن هذا السباق المتوازي بين عنصري الجريمة وواقع المشرحة فتح الباب لكي يفكر الكثير من المشاهدين بضرورة تحديد ماهية دور البطولة وملامح الشخصية التي يحملها البطل وكلها للأسف جاءت في اعتقاد واضح أن الدكتور زينهم تقمص شخصية شرلوك هولمز وتجاوز الخطوط الحمراء..ربما مندفعا برغبة داخلية مسيطرة عليه أن يظهر براءته وللأسف احتوى السيناريو على العديد من اللقطات ظهرت فيها أخطاء في التنفيذ ..ربما بسبب الاستعجال أو الحماس..
**وكعادة معظم مسلسلاتنا العربية يفاجأ المخرج بمحتوى الحلقة الأخيرة فيضطر إلى التفاهم مع المؤلف والمنتج لإضافة حلقات فوق الثلاثين أم يلملم الحلول لجميع المشكلات في الحلقة الاخيرة لينتهي المسلسل بانتصار الخير وإرضاء جميع الأطراف ..وكمسلسلات عديدة سابقة يترك المخرج والمؤلف والمنتج الباب مفتوحا إلى لقاء قادم يشير غالبا إلى انتاج جزء ثان من المسلسل استثمارا للنجاح وهم هنا -في تقديرنا-يواجهون مشكلة أساسية : كيف ستكون صورة هذا الجزء بعد أن تمكن شرلوك زينهم هولمز من حل لغز وفاة أبيه.
صالح إبراهيم