الاخبارية – وكالات
قال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت بلا هوادة مناطق حول مستشفيين في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة يوم الخميس الأمر الذي تسبب في احتجاز أعداد كبيرة من النازحين.
ويستهدف الهجوم الإسرائيلي السيطرة على المعقل الرئيسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في جنوب القطاع.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 50 فلسطينيا على الأقل قُتلوا في خان يونس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، من بينهم طفلان في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا.
ويقول السكان إن المدينة الآن محاصرة بمدرعات إسرائيلية وتتعرض لقصف من البر والجو بلا توقف تقريبا.
وقال مسعفون فلسطينيون إن الدبابات الإسرائيلية عزلت المنطقة وتقصف أهدافا محيطة بمستشفيي ناصر والأمل الرئيسيين في المدينة مما تسبب في حصار فرق طبية ومرضى ونازحين يحتمون بالداخل أو بالقرب منهما.
ويعاني معظم سكان قطاع غزة، وعددهم زهاء 2.3 مليون نسمة، الآن من زحام شديد في خان يونس وبلدات شمال وجنوب المدينة بعد أن نزحوا من النصف الشمالي من القطاع في وقت سابق خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي دخلت الآن شهرها الرابع.
ويحول حصار القوات الإسرائيلية للمستشفيين الرئيسيين في خان يونس، والذي تقول إسرائيل إن مسلحي حماس يستخدمونهما كقاعدتين لشن هجمات، وهو ما تنفيه الحركة وطواقم المستشفيين، دون إمكانية وصول فرق الإنقاذ للجرحى والقتلى.
وقال مسعفون وسكان إن قصف القوات الإسرائيلية المتقدمة أجبر العديد من النازحين على الخروج مرة أخرى رغم تضاؤل فرص إيجاد مأوى آمن.
وقال سكان يوم الأربعاء إن الإعلانات الإسرائيلية التي تطالبهم بمغادرة المناطق الواقعة على خط النار لم تصلهم إلا بعد بدء العملية وإغلاق طريق الخروج الرئيسي من خان يونس بالفعل.
وقالت الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن الدبابات الإسرائيلية قصفت مجمعا كبيرا تابعا للمنظمة الدولية في غزة يؤوي نازحين فلسطينيين مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة 75 آخرين. لكن إسرائيل نفت مسؤولية قواتها مشيرة إلى أن حماس ربما تكون وراء الهجوم. وقالت إسرائيل إنها تحقق في الحادث.
وتقول إسرائيل إن حماس لها “مراكز قيادة وسيطرة ومواقع أمامية ومقرات أمنية” في المنطقة المجاورة التي تصفها بأنها “منطقة مكتظة” بالمدنيين إضافة إلى مباني عدة مستشفيات تقول إن المسلحين ينشطون فيها.
ويقول مسؤولو صحة فلسطينيون إن ما لا يقل عن 25700 شخص قتلوا في غزة مع تدمير مساحات كبيرة من القطاع المكتظ جراء الهجوم الإسرائيلي.
وشنت إسرائيل حربها للقضاء على حركة حماس بعد أن اقتحم مسلحو الحركة سياجا حدوديا في هجوم مباغت على بلدات وقواعد قريبة في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة في غزة بحسب قول إسرائيل.
* أرواح 1.5 مليون في خطر
تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أقل من 20 بالمئة من قطاع غزة الساحلي الضيق، الذي تبلغ مساحته نحو 60 كيلومترا مربعا، تؤوي الآن أكثر من 1.5 مليون إنسان في الجنوب “حيث يهدد التصعيد الدرامي للقتال نجاتهم”.
وأضافت اللجنة في بيان أن “جميع المستشفيات في قطاع غزة تعاني تكدسا شديدا ونقصا في الإمدادات الطبية والوقود والغذاء والمياه، كما تؤوي آلاف الأسر النازحة. نحن نواجه الآن خطر فقد مستشفيين أخريين (في خان يونس) بسبب القتال والأثر التراكمي للنزاع على المنظومة الصحية”.
وعبّر مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في غزة توماس وايت عن أسفه يوم الخميس للعمليات العسكرية الإسرائيلية في الأحياء التي تعج بالمدنيين الضعفاء.
وقال في بيان إن “قتالا عنيفا بالقرب من المستشفيات المتبقية في خان يونس لا سيما مستشفى ناصر ومستشفى الأمل حاصر هذه المرافق فعليا، مما ترك الموظفين المذعورين والمرضى والنازحين محاصرين داخلها”.
وأضاف “أغلق مستشفى الخير أبوابه بعد إجلاء المرضى، ومن بينهم نساء خضعن للتو لعمليات قيصرية، في منتصف الليل”.
وفي شمال غزة، يقول سكان إن الطعام قد نفد بشكل شبه كامل، خاصة الطحين (الدقيق)، ويقومون بطحن علف الماشية لسد الحاجة.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إنه قتل أكثر من تسعة آلاف من مسلحي حركة حماس وفقد 220 جنديا في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر ونصف. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه الأرقام.
وقال الجيش الإسرائيلي في آخر تحديث له إن قواته شنت غارات موجهة من خلال ضربات جوية دقيقة ونيران قناصة لتدمير عدة مراكز قيادة تابعة لحماس ومواقع للمسلحين في خان يونس بما في ذلك حي الأمل.
وقالت في بيان “في قتال عن قرب، قضى الجنود على الإرهابيين، وتم اكتشاف أسلحة مختلفة خلال العملية”.
وأضاف البيان أن القوات الإسرائيلية داهمت أيضا عدة مجمعات للمسلحين في وسط وشمال غزة واستدعت في إحدى الحالات مروحية حربية لضرب وقتل مقاتلين داخلها.
ويهدد الصراع في غزة بزعزعة استقرار الشرق الأوسط وإذكاء الأعمال العدائية في مناطق تمتد من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل إلى منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان وسوريا والعراق وممرات الشحن البحرية المهمة للتجارة الدولية عبر البحر الأحمر.
وفي الضفة الغربية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 370 شخصا على الأقل قتلوا في غارات أو اشتباكات للجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال مسؤولو الصحة يوم الخميس إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص شابا فلسطينيا يبلغ من العمر 24 عاما في قرية قريبة من جنين بعد أن حاصر الجنود منزل عائلته ووقع تبادل لإطلاق النار بحسب رواية عائلة القتيل.
وعلى مسافة أبعد في البحر الأحمر، تهاجم قوات الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران السفن منذ نوفمبر تشرين الثاني تضامنا مع الفلسطينيين في مواجهة الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وفي أحدث واقعة بالبحر الأحمر، قالت شركة ميرسك إن سفينتين تديرهما شركة تابعة لها في الولايات المتحدة وتحملان إمدادات عسكرية أمريكية اضطرتا للعودة عندما كانتا تعبران مضيق باب المندب قبالة اليمن برفقة البحرية الأمريكية بسبب وقوع انفجارات قريبة.