عِندَما أرادَ الصِّينِيُّونَ القُدَامَى أنْ يَعِيشُوا فى أمانٍ ؛ بَنَوْا ( سُورَ الصِّينِ العَظيمَ ) ؛ لِاعتِقادِهِمْ بِأنْ لا أحَدَ سَيَستَطِيعُ تَسَلُّقَ عُلُوِّهِ الشَّاهِق.
لكِنْ خِلالَ المَائَةِ سَنَةٍ الأولَى الَّتِى أعقَبَتْ بِنَاءَ السُّورِ تَعَرَّضَتِ الصِّينُ لِلغَزوِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، دُونَ حاجَةٍ لِتَسَلُّقِ أو اختِرَاقِ السُّورِ ؛ إذ كانَ الغُزَاةُ يَكتَفُونَ بِدَفعِ الرِّشوَةِ لِلحُرَّاسِ الَّذِينَ كانُوا يَفتَحُونَ لَهُمُ الأبوَابَ فَيَدخُلُون.
إِنَّ الصِّينيِّينَ انشغَلُوا بِبِنَاءِ السُّورِ العَظِيمِ وَ نَسُوا بِنَاءَ الحارِس !
……………….
وَ فِي ذَلِكَ أَقُولُ في مُخَاطَبَةِ
(الوَطَن):
لَا لَيسَ تَحمِيكَ أَسوَارٌ وَ جُدرَانُ
لَا،لَيسَ تَحمِيكَ أَسلَاكٌ وَ حِيطَانُ
بَلْ سَوفَ يَحمِيكَ إِخلَاصٌ وَتَضحِيَةٌ
مِنَ الجَمِيعِ ، وَ أَخلَاقٌ وَ إِيمَانُ
وَ هذِهِ قِصَصُ التَّارِيخِ سَارِدَةً
لَهَا عَلَى ذَاكَ إِثبَاتٌ وَ بُرهَانُ !
لَا يَحرِسُ السُّورُ لا شَعبًا وَ لَا وَطَنًا
مَا دَامَ فِي الجَيشِ غَدَّارٌ وَ خَوَّانُ
مَا دَامَ فِي الجَيشِ حُرَّاسٌ لَهُمْ طَمَعٌ
حَيثُ الوَلَاءُ لَهُ سِعرٌ وَ أَثمَانُ !
وَ لَنْ تُعَمَّرَ أوطَانٌ لَنَا أَبَدًا
إِذَا تَهَدَّمَ فِي الأَوطَانِ (إِنسَانُ) !