**كنت أتمنى أن يدخل حارس مرمى المنتخب الوطني -محمد أبو جبل- التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن اتيحت له فرصة ذهبية للعب أمام منتخب الكونغو الخطير وصموده أثناء المباراة التي انتشر فيها الفريق المنافس في أنحاء الملعب كالفهود مسلحين بالسرعة واللياقة والغل ..
وانتهى بهم الأمر إلى ضربات الحظ الترجيحية وشاءت الأقدار ألا تصدق هواجسنا – بعد تغييرات المدرب فيتوريا- في الشوط الثاني والوقت الإضافي للاعبين القدامي خوفا من ألا يجد لاعبين على كفاءة وقدرة لإحراز الضربات التي تعتمد أساسا على قوة الاعصاب والحظ لكنهم نجحوا في الاختبار وجاء الدور على أبو جبل نفسه في الضربة الحاسمة بالتبادل مع حارس مرمى المنافس ولم يوفق فيها بينما سجل نظيره هدفا جميلا أشعل الفرحة وأهدى الصعود إلى دور الثمانية لفريقه الذي -والحق يقال- تغير كثيرا رغم أنه مثل فريقنا صعد للدور ال١٦ ب ٣ تعادلات..
**تفاءلت خيرا عندما لم تنتهي المباراة الاولى بين غينيا الاستوائية وغينيا بضربات الترجيح كما توقع الجميع ..
إذ -في اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع -نجحت غينيا في اصطياد الفوز والصعود وقلت أنها رسالة لمنتخبنا كي يبذل المجهود ويباغت فهود الكونغو بهدف في أوائل المباراة يفرض فيها كلمته ويعوض غياب محمد صلاح والشناوي وإمام عاشور ويسجل كلمته الواضحة في دفتر البطولة أن المنتخب المصري قادم بقوة بالامكانيات المتوفرة والأداء الرفيع وليس بحكم السمعة والتاريخ !!
**فوجىء الجميع بأمر مختلف تماما جمع المتناقضين بينما كانت نسبة الاستحواذ للفريق المصري ٧٠% إلا ان الخطورة كلها والجودة كلها والفن الكروي الراقي كانت من نصيب الكونغو التي نجح لاعبها الخطير إيليا في ” نشل ” هدف غريب من نوعه من رمية تماس التقطها بسرعة -الخطير أيضا -ويصا ولدغ بها المرمى المسكين..
**ورغم ذلك كان الاستثناء مصطفى محمد الذي مثل فريقا كاملا تقريبا -في تقديري- يستحق عليه لقب رجل المباراة لاستمراره في اللعب دفاعا وهجوما وتوجت السماء جهوده بركلة جزاء لصالح حجازي تعادلنا فيها قبل نهاية الشوط الاول..
ولا يقلل من مجهوده أن الحظ عانده بعدم تسجيل ركلة الجزاء الترجيحية وكلفتنا الكثير .
**بينما يبدو أن نظرية “فيتوريا” في المباريات السابقة بالنسبة لتريزيجيه والدفع به في الشوط الثاني “فتحة خير” في حين لم يحقق اشتراكه من بداية المباراة النتيجة المطلوبة او الامل المنشود ..
**في الشوط الثاني انهالت القذائف والهجمات على منتخبنا مما اضطر المهاجمين إلى البقاء في منتصف ملعبنا يحاولون درء الخطر وتعدلت -بالتالي- نسبة الاستحواذ وتحول مقياس المباراة من الهجمات المرسومة -كما يفترض- إلى محاولات مقطوعة لخطف هدف الفوز !!
ولكن هذا لم يحدث رغم التغييرات غير المتوقعة قبل نهاية الشوط الثاني ونزول أسماء جديدة فاجأنا بها المدرب كاد احدهم (محمود حمادة القادم من المصري) أن يسجل هدفا لا يضيع لكنه ضاع..
**وتصل المباراة إلى الوقت الإضافي حيث كان تأثير الرطوبة والتعب الشديد واضحا على لاعبينا بالإضافة لأخطاء ساذجة أدت لطرد لاعب الوسط محمد حمدي قبل أن يقدم ما ننتظره منه على المستوى المطلوب..
**وبدعاء الجماهير استجابت السماء للدعوات فخرجنا سالمين من الوقت الإضافي ..نجر أقدامنا إلى معاناة ركلات الترجيح ..
**تكاد أوراقنا تنجح في تحقيق المهمة لولا أن القدر كان يحمل كلمة النهاية لمهمتنا في كوت ديفوار التي استمرت ٤ مباريات ..انتهت جميعا بالتعادل مع الاعتذار للتوقيع الأخير الذي جاء بقدم أبو جبل لتغلق امامه بوابة التاريخ هذه البطولة !
**”هارد لك ” من القلب لمنتخبنا الوطني وأرجو ألا تمر هذه التجربة بدون دراسة علمية وموضوعية تضع الأسباب على مائدة الحوار وألا تخدعنا -عند التقييم- أرقام قياسية أدت للأسف إلى نتائج خاطئة في كثير من الأحوال ..ونصيحتي الأساسية التي آمل ان تؤخذ في الاعتبار : اهتموا بوجود اللاعبين المحليين عند الاختيار .
صالح إبراهيم