ليست مجرد إعادة لسباق 2020
أطول حملة انتخابية وأكثرها قسوة.. في التاريخ السياسي للولايات المتحدة!!
تراجع شعبية بايدن بسبب الحرب على غزة ..المتظاهرون: “إبادة جماعية ..جو“!!
الديمقراطيون الشباب والتقدميون والسود.. يفضلون التصويت لطرف ثالث..!!
أضواء حمراء تصبغ فرص ترامب:
تمرد الكابيتول..سلطته الاستبدادية..خطاباته الفوضوية..ووعوده بإلغاء الدستور!!
المرشح الجمهوري يواجه 91 تهمة .. في قضايا جنائية..!!
أحد مؤيديه: حان الوقت لإنهاء الديون ووقف الحروب!!
تقرير يكتبه
عبد المنعم السلموني
تشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي تجرى في نوفمبر المقبل، منافسة مبكرة بين اثنين من أكبر المتسابقين سنًا في تاريخ الولايات المتحدة، حيث من المرجح أن يقتصر السباق النهائي للبيت الأبيض على كل من جو بايدن، الرئيس الحالي ومرشح الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب، الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري. كما يشهد السباق داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري صراعًا ملتهبًا بين المتسابقين للفوز بترشيح كل حزب لانتخابات الرئاسة.
,قبل أيام قلائل من الهجوم على قاعدة أمريكية بالأردن، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أمريكيين وإصابة 34 آخرين، أطلق الرئيس الأمريكي جو بايدن حملته الانتخابية العامة بشكل مكثف الأسبوع الماضي، مما يريح الديمقراطيين الذين كانوا يشعرون بالقلق من بطئه الشديد في التحرك.
زار بايدن ولاية ويسكونسن المتأرجحة، بالغة الأهمية، حيث سلط الضوء على مشروع قانون البنية التحتية. وفي وقت سابق، كان في ولاية فرجينيا يقوم بحملة حول حقوق الإجهاض مخاطبًا النساء المنتقدات والناخبات في الضواحي. وأرسل أيضًا اثنين من مساعديه الأكثر ثقة في الدائرة الداخلية للبيت الأبيض إلى ويلمنجتون بولاية ديلاوير، حيث تتمركز حملته.
لجأت حملة بايدن لمهاجمة ترامب بطريقة أكثر عنفًا بكثير مما شهده الرئيس السابق خلال السباق التمهيدي للحزب الجمهوري.
ويشير تقرير لشبكة “سي إن إن” إلى أن أمريكا منقسمة إلى حد كبير. لذا فالمؤكد أن تكون الانتخابات العامة بين بايدن وترامب متقاربة. إذا أراد بايدن الفوز بإعادة انتخابه، فعليه إعادة تنشيط التحالف المتنوع والمضطرب الذي أوصله للبيت الأبيض. المؤشرات الأخيرة حول تراجع شعبية بايدن بين الناخبين الشباب الغاضبين من أسلوب تعامله مع الحرب في غزة، وتآكل تأييده بين الناخبين الذكور السود، والتساؤلات حول تحمُّس الناخبين التقدميين، تدق ناقوس الخطر في الحزب الديمقراطي.
يضيف التقرير: بذل علماء السياسة والصحفيون جهودًا غير عادية لمحاولة فهم ناخبي ترامب ودوافعهم التي ترجح أن يمنحوه أصواتهم في نوفمبر. لكن شبه المؤكد أن ناخبي بايدن سيحسمون هذه الانتخابات.
ويشير تحليل لموقع كريستيان ساينسمونيتور، إلى أن الأداء المهيمن لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية بنيو هامبشاير يؤكد ما بدا واضحا بالفعل، وهو أن الرئيس السابق يتجه نحو ترشيحه من جانب الحزب الجمهوري للمرة الثالثة على التوالي.
لكن الفوز الذي حققه الأسبوع الماضي، بفارق 11 نقطة على نيكي هيلي، المنافس الرئيسي الوحيد له على ترشيح الحزب الجمهوري، صبغته بعض الأضواء الحمراء بشأن فرص ترامب في التغلب على منافسه بايدن في انتخابات نوفمبر القادم.
باختصار، ترامب قوي وضعيف كمرشح للانتخابات العامة. إنه يبث حماسًا شرساً بين قاعدته بشعار “فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، وتصطف خلفه كل المؤسسة الجمهورية تقريباً بواشنطن. وفي الوقت نفسه، يشعر جزء لا يستهان به من ناخبي الحزب الجمهوري بالقلق من ترشيح ترامب مرة أخرى، كما اتضح من نتائج نيو هامبشاير. كذلك، هناك العديد من الناخبين المستقلين يعارضون بشدة ترشيحه.
فاز ترامب على السيدة هيلي، الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية، بنسبة 54% مقابل 43%. وعادة ما يُنظر إلى ذلك باعتباره فوزًا قويًا في الانتخابات التمهيدية المفتوحة، أي المنافسة الداخلية للحزب التي لا يترشح فيها شاغل المنصب.
لكن ترامب، من نواحٍ عديدة، “يرشح نفسه كرئيس شبه حالي يسعى لولاية أخرى”، حسبما يقول كريس جالديري، عالم السياسة بكلية سانت أنسيلم في مانشستر، نيو هامبشاير. وهو ما يضع النتائج في صورة مختلفة.
أظهرت استطلاعات الرأي ضعف ترامب بين من صنفوا أنفسهم كمستقلين في نيو هامبشاير، والذين شكلوا 44% ممن أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بالولاية.
لكن، ترامب تفوق على السيدة هيلي بين اثنتين من التركيبة السكانية الرئيسية الأخرى: النساء (51% إلى 47%) والناخبين في الضواحي (55% إلى 42%). ويُنظر للناخبات في الضواحي على أنهن شريحة حاسمة في المعركة، ويمكن أن ترجح كفة انتخابات نوفمبر.
بالنسبة لبايدن أيضًا، تضمنت النتائج بعض الإيجابيات. فاز الرئيس في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بسهولة كمرشح، بعد أن اختارت لجنة الحزب تخطي نيو هامبشاير وجعلت ساوث كارولينا أول مضمار لسباق ترشيحه رسميًا. لكن النشطاء الديمقراطيين نظموا حملة قوية. وتغلب الرئيس على النائب دين فيليبس.
مع ذلك، ظهرت في نيو هامبشاير بعض العلامات التحذيرية للرئيس. قال حوالي 10% ممن صوتوا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي إنهم لن يدعموا بايدن.
ويواجه الرئيس تحديات مستمرة مع الجناح الأيسر لحزبه، ففي حدث بإحدى ضواحي فيرجينيا، قاطع المتظاهرون -الذين يعارضون دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على غزة -الرئيس أكثر من 12 مرة، وهم يهتفون “إبادة جماعية جو“.
وبعد نجاح ترامب في نيوهامبشاير، يتعين عليه التركيز على الانتخابات التمهيدية المقبلة، حيث يبدو أنه في موقف قوي. في نيو هامبشاير ذات الكثافة السكانية العالية، أصبحت السيدة هيلي المنافسة القوية بعد انسحاب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، لكنها لم تستطع تحقيق مفاجأة. وبعد خسارتها غالبية الجمهوريين لصالح الرئيس السابق، يبدو تقدم السيدة هيلي أكثر صعوبة بكثير. ومع ذلك تعدهت بمواصلة المعركة.
في خطاب الفوز الذي ألقاه في نيو هامبشاير، لم يستطع ترامب إخفاء انزعاجه. وانتقد سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة -هيلي -ووصفها بأنها “دجالة“.
إلى متى تستطيع السيدة هيلي مواصلة حملتها؟ هذا السؤال يظل مفتوحًا. والجواب يدور حول المدة التي ستصمد فيها أموالها، ويقول المؤيدون إن أحد أسباب بقائها لأطول فترة ممكنة هو وقوع حدث مفاجئ قد يعرقل جهود ترامب في أواخر الحملة الانتخابية، حيث يواجه الرئيس السابق 91 تهمة في أربع قضايا جنائية.
وفقًا لاستطلاعات الرأي، قال غالبية الناخبين في نيو هامبشاير إنهم يعتقدون أن ترامب سيكون مناسبًا للرئاسة حتى لو أدين بارتكاب جريمة.
قال مايكل جونز، أحد ناخبي ترامب: “أبحث عن شخص يغير الطريقة التي تعمل بها حكومتنا الحالية”. “كل هذه الديون.. كل هذه الحروب..حان الوقت لوقف كل ذلك.”
لكن ناخبًا آخر، أدلى بصوته لصالح السيدة هيلي، ورفض الكشف عن اسمه قال: “لست من محبي ترامب”. “خطابه يثير الفوضى.”
وفي غمرة انتشاء ترامب بالفوز على السيدة هيلي في الانتخابات الداخلية للحزب الجمهوري بنيوهامبشاير، ألزمت هيئة محلفين فيدرالية في مانهاتن دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، بدفع 83.3 مليون دولار كتعويض للكاتبة الصحفية إي جين كارول بسبب تصريحات تشهيرية أدلى بها ضدها عام 2019، وهذا المبلغ أكثر من ثمانية أضعاف ما طلبته كارول في الدعوى الأولية التي رفعتها.
كانت كارول، وهي كاتبة عمود سابقة بإحدى المجلات، قد زعمت أن ترامب اغتصبها داخل متجر في منتصف التسعينيات ثم قام بالتشهير بها عندما نفى ادعاءها. وفي محاكمة منفصلة العام الماضي، وجدت هيئة محلفين مدنية أن ترامب اعتدى جنسيا على كارول وشوه سمعتها في تصريحات عام 2022، وكان القاضي قد حكم سابقًا بأن الحكم سينتقل إلى محاكمة التشهير هذه.
جاء ذلك بعد يوم واحد من صدور حكم قاضي فيدرالي، على بيتر نافارو، وهو مستشار سابق لترامب، بالسجن أربعة أشهر وغرامة قدرها 9500 دولار.
أُدين نافارو بتهمتين تتعلقان بازدراء الكونجرس في سبتمبر بعد تحدي أمر استدعاء من الكونجرس للإدلاء بشهادته وتقديم وثائق للجنة مجلس النواب التي تحقق في الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي يوم 6 يناير 2021. قدم الفريق القانوني لنافارو استئنافًا بعد وقت قصير من صدور الحكم.
ويتطابق الحكم الصادر بحقه مع عقوبة السجن التي صدرت بحق كبير الاستراتيجيين السابق لترامب، ستيف بانون، الذي أدين أيضًا بازدراء الكونجرس. ولا تزال عقوبة بانون معلقة في انتظار نتيجة الاستئناف.
اعتبر فريق حملة إعادة انتخاب بايدن فوز ترامب على نيكي هيلي نقطة الانطلاق لما ستكون عليه أطول حملة انتخابية عامة وأكثرها قسوة في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث.
ويعتقد هؤلاء أن ترامب يشكل تهديدًا أكبر بكثير على ديمقراطية البلاد من أي من منافسيه الجمهوريين. لكنهم يشعرون أيضًا بثقة أكبر بشأن فرصهم في تلك المباراة الوشيكة. هذا رغم بعض الأسباب المثيرة للقلق، وأهمها انخفاض معدلات تأييد بايدن واستطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهر أن الرئيس يتخلف عن ترامب في ساحات المعارك الرئيسية. هناك شريحة واسعة من حزبه لا تريد أن يسعى بايدن لولاية ثانية.
لا يزال على ترامب أن يتغلب على عقبة قانونية قبل أن يصبح المرشح المفترض للحزب الجمهوري. ومن المتوقع أن تستمع المحكمة العليا في الثامن من فبراير للمرافعات حول ما إذا كان يمكن استخدام التعديل الرابع عشر للدستور لمنعه من الترشح.
بافتراض أن ترامب قد يتجاوز هذه العقبة، يعتقد مساعدو بايدن وحلفاؤه أن المواجهة مع ترامب ستسهم في إلغاء أكبر نقطة ضعف لدى الرئيس الحالي -عمره -وتحفيز الناخبين المتأرجحين والديمقراطيين المترددين للخروج ضد ترامب.
ويعتقد مستشارو بايدن وحلفاؤه أن أداء ترامب الناجح في أول ولايتين كشف عن نقاط ضعفه أمام الجمهوريين المعتدلين وسكان الضواحي والمستقلين. ففي المؤتمرات الحزبية بولاية أيوا، لم يؤيد حوالي نصف ناخبي الحزب الجمهوري ترامب.
ولطالما كان ترامب بمثابة الوقود لبايدن، الذي قال مرارًا وتكرارًا إنه ترشح للرئاسة في عام 2020 لأنه كان مرعوبًا من الخطر الذي يشكله ترامب على الأمة. اعتقد مستشارو بايدن أن معارضي ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وفي مقدمتهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، سيواصلون السعي للإضرار بترامب. لكن ذلك لم يحدث.
بمعنى ما، سيصبح السباق في الأساس بين واحد مقابل آخر. ومع ذلك، تحذر لجنة “أولويات الولايات المتحدة الأمريكية”، وهي لجنة عمل سياسية ديمقراطية كبرى، الجهات المانحة لها من أنه يجب عليهم “إدراك أن هذه ليست مجرد إعادة لمباراة عام 2020” لأن “ترامب أصبح أكثر تطرفًا”، وفقًا لموقع بوليتيكو.
وفي سلسلة من خطابات بايدن الأخيرة أشار إلى أن الديمقراطية وحقوق الإجهاض ستكون من الركائز الأساسية لحملته. وخلال أول تجمع انتخابي له عام 2024، ركز على حقوق الإجهاض، وهي قضية حفزت الديمقراطيين وأقنعت المعتدلين.
وبعد أن أعلنت العديد من وسائل الإعلام فوز ترامب، أعلن بايدن فعليًا أن الانتخابات العامة قد بدأت:
“الواضح الآن أن ترامب سيكون المرشح الجمهوري. ورسالتي للبلاد هي أن المخاطر لا يمكن أن تكون أكبر”. “ديمقراطيتنا. حرياتنا الشخصية؛ من حق الاختيار إلى حق التصويت. اقتصادنا الذي شهد أقوى انتعاش في العالم منذ فيروس كورونا. كل ذلك أصبح على المحك.”
يشعر بايدن بالتفاؤل حول فرص الحملة مع الناخبين المستقلين والمتأرجحين الذين صوتوا لصالح ترامب عام 2016 لكنهم ابتعدوا عنه بعد أربع سنوات بسبب مخاوفهم من دوره في تمرد الكابيتول، وسلطته الاستبدادية وخطاباته ووعوده بإلغاء الدستور.
ترامب أصغر بأربع سنوات فقط من بايدن، لكنه كثيرًا ما يدلي ببيانات خاطئة، وهو ما سلطت حملة بايدن الضوء عليه. ورغم أن المقربين من بايدن لا يعتقدون أن إدانة ترامب الجنائية –حتى لو حدثت قبل نوفمبر –يمكن أن تبدد حملة الجمهوريين، لكنها قد تساعد في الولايات التي تشهد منافسة شديدة.
لكن بايدن لديه عدد لا يحصى من نقاط الضعف. وتظهر استطلاعات الرأي أن الأميركيين لم ينسبوا إليه الفضل في التعافي الاقتصادي وأنهم غاضبون من التضخم. كما أن التوصل لاتفاق في الكونجرس بشأن الحدود الجنوبية لا يزال بعيد المنال. وأدى دعم بايدن الكامل لإسرائيل في هجومها على غزة إلى نفور البعض في حزبه.
يعتقد مساعدو بايدن أن الأمريكيين العاديين قد لا يبدأ اهتمامهم بالسباق لعدة أشهر. ويعترف بعض الديمقراطيين وحتى عملاء بايدن يرددون سرًا أن الرئيس يواجه حاليًا مشكلة مع أجزاء من قاعدته، ومن بينهم الناخبون الشباب والتقدميون والعديد من الناخبين السود واللاتينيين الذين لا ينظرون لترشيح الرئيس بحماس كبير ويمكنهم البقاء في المنزل أو التصويت لصالح مرشح طرف ثالث.
ولكن بينما يحتاج الرئيس إلى تبني قضية إيجابية لاستعادة هؤلاء الناخبين، يعتقد مستشاروه أن وجود اسم ترامب على بطاقة الاقتراع سيكون حافزًا للبعض للتصويت ضده.
ورغم فوز ترامب، ألمحت استطلاعات الرأي إلى نقاط ضعف في حملته للانتخابات العامة. ويواجه اتهامات كثيرة بينها جهوده لإلغاء هزيمته في انتخابات 2020 واحتفاظه بوثائق سرية بعد مغادرة البيت الأبيض عام 2021. ونفى ارتكاب أي مخالفات وادعى أنه ضحية للاضطهاد السياسي.
ومع ذلك، كانت هناك أيضًا علامات تحذيرية لبايدن. وقال ثلاثة أرباع الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية إن الاقتصاد إما ضعيف أو غير جيد، وهي منطقة ناضل فيها بايدن لتسليط الضوء على إنجازات إدارته.
وكثفت هيلي (52 عاما) هجماتها على ترامب ، منتقدة تقاربه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون. كما ركزت عمر ترامب -البالغ 77 عاما -وحالته الذهنية، وهي الهجمات التي وجهتها إلى بايدن، البالغ 81 عاما.