منذ أن أجريت الانتخابات الرئاسية، وفوز الرئيس عبدالفتاح السيسي لولاية ثالثة، والذي سوف يؤدي القسم في أوائل شهر أبريل المقبل، وأنه حسب الدستور ليس على الحكومة تقديم استقالتها، ولكن من حق الرئيس تغيير الحكومة أو بعض وزرائها أو بقائها كما هي بتشكيلها، ولكن بالضرورة أن يتقدم المحافظون باستقالاتهم، وأصبحت وسائل الإعلام بكافة أنواعها تعج بنوعية عبده مشتاق من محللين ومنظرين يطرحون السياسات والحلول لمشكلات الوضع الاقتصادي أملًا في أن يتم النظر إليهم بعين الرضا؛ ليفوزوا بأي حقيبة وزارية أو كرسي محافظ.
والكثير من هؤلاء المشتاقين للكراسي، الذين يلهثون وراء المناصب الوزارية، تجدهم يدلون بحلول نظرية بعيدة عن الواقع، ويرسمون نتائج وردية لأفكارهم الجهنمية، وكما يقول المثل يجعلون من البحر طحينة أملًا في أن يتم اختيارهم ووضعهم في منصب وزير أو محافظ، ومنهم من كل خبراته التدريس في الجامعة، أو كتابة عدة مقالات في الصحف، وهناك للأسف من كانوا في رئاسة بعض الأجهزة وفشلوا في إدارتها، ومنهم من تم إقالتهم لأسباب مالية أو أخلاقية، وتجدهم يظهرون على وسائل الإعلام؛ ليوهموا الناس أنهم مهمون ومنقذون بأفكارهم، وأن لديهم الحل السحري لمعالجة المشكلات، وجعل مصر جنة الله في أرضه، ولا يعلم هؤلاء أن الشارع المصري لا تنطلي عليه حيل أفعالهم وثرثرة كلامهم الأجوف، وغير راضٍ عنهم، ولم يعط اهتمامًا لهم، ويطلق عليهم عباد الكراسي وطواقين للشهرة، وأنهم سوف يفشلون فشلًا ذريعًا لو اعتلوا أي منصب وزاري، والمختصون وأصحاب القرار متأكدون من ذلك.
ولذا يتمنى المواطن المصري أن تكون الوجوه الجديدة في أي منصب أصحاب خبرات حقيقية وليس ورقية ونظرية أمثال عبده مشتاق؛ حتى تكون هناك حلول عملية على أرض الواقع، وبأفكار خارج الصندوق تنهض بالاقتصاد، وتدفع عجلة التنمية لإزالة الصعوبات المعيشية التي تواجه المواطن المصري المطحون، وتحد من التضخم وتخفف من حدة ارتفاع الأسعار، وتوفر الكثير من فرص العمل؛ لخفض نسب البطالة، وتزيد من معدلات التصدير؛ لتضيق الفجوة الدولارية بين الاستيراد والتصدير، كما يعملون على منح المزيد من الامتيازات في مناخ الاستثمار؛ لجذب الكثير من الاستثمارات المحلية والخارجية والقضاء على الروتين والبيروقراطية؛ حتى ينعم المواطن المصري بالحياة الكريمة التي يستحقها، ويشعر بالإنجازات الحقيقية من حوله.