لقد دونت المملكة العربية السعودية سجلا مشرفا عندما أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا بحروف من نور أبلغت فيه الإدارة الأمريكية موقفها الثابت بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة؛ حيث من المعلوم أنه كانت هناك مفاوضات متقدمة بين المملكة العربية السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي بواسطة الولايات المتحدة لإقامة تطبيع علاقات دبلوماسية بين الدولتين وكان من المفروض أن يتم إبرامه قريبًا.
ولابد أن نوجه عظيم التحية لولي العهد محمد بن سلمان والشعب السعودي على هذا الموقف المشرف تجاه القضية الفلسطينية وشعب غزة، ولم يخضع لابتزاز وضغوط الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن، وذلك بعدم التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني المحتل الذي يمارس أبشع أنواع القتل والإبادة الجماعية ضد أهلنا في غزة، ويدمر ويهدم المنشآت الطبية والمدارس والمنازل والبنية التحتية، ويحرق الحياة على وجه الأرض في غزة المحاصرة، حتى بلغ حتى الآن استشهاد أكثر من 30 ألف مواطن فلسطيني ونحو 70 ألف جريح ومصاب، وأكثر من 15 ألف مفقود تحت الأنقاض.
ولن يرتد هذا الكيان الصهيوني، جزار البشر ومصاص الدماء، عن أفعاله الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره إلا بوحدة العرب جميعًا واتخاذ موقف حازم في وجه الغطرسة الإسرائيلية ومن يقف وراءها من دعم لوجستي من أسلحة وعتاد من دولة أمريكا ومعنوي من عدة دول أوروبية أبرزها بريطانيا وغيرها، ولا مانع من إعادة استخدام سلاح العرب الذي كان له دور رئيسي في حرب النصر المجيدة، وهي أكتوبر 73 وهو سلاح البترول بالتهديد بعدم تصديره وأيضا يمكن التلويح من الدول الخليجية بسحب استثماراتها التي تقدر ببلايين الدولارات من الدول الداعمة للكيان الصهيوني، وذلك ما لم تتوقف حرب الإبادة القذرة التي يشنها الجزار والسفاح نتنياهو وحكومته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني فهل من مستجيب أتمنى ذلك.. وعلى الله السبيل.