اغرورقت أعين الكثيرين بعد أن سمعوا مكالمات الطفلة هند الفلسطينية التى سجلها الهلال الأحمر الفلسطينى فى لحظاتها الأخيرة وهى على قيد الحياة قبل وفاتها.
الهلال الأحمر الفلسطينى نشر تسجيلا صوتيا وهى تتوسل «تعالوا خذونى.. أنا خائفة جدا.. أرجوكم تعالوا».
الطفلة هند كانت مع أفراد أسرتها فى سيارة قرب محطة للوقود بمنطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.
تم قصف السيارة، واستشهد كل أفراد عائلتها، وبقيت هند التى كانت تصرخ لطاقم الإسعاف مدة تزيد على ٣ ساعات لإنقاذها، وحاول الهلال الأحمر التدخل لكنه فشل بسبب القصف الإسرائيلى العشوائى حتى انقطع الاتصال بالطفلة هند إلى الأبد.
يوم السبت الماضى تم العثور على السيارة وبها الطفلة هند بعد وفاتها مع أفراد أسرتها وقد تحولوا إلى جثث «متحللة» نتيجة قصفهم بطائرات الجيش الإسرائيلى.
جريمة حرب متكاملة الأركان لأسرة مدنية مثلها مثل آلاف الأسر التى تم قتلها بدم بارد من النازيين الجدد، ومصاصى الدماء فى إسرائيل.
لم يخرج تعليق واحد من الرئيس الأمريكى جو بايدن، وإدارته، ورفض الجيش الإسرائيلى الرد على أسئلة «وكالة الصحافة الفرنسية» بشأن تلك الجريمة، كونها جريمة حرب فى حق مدنيين أبرياء، وكذلك مقتل طاقم الإنقاذ الذى حاول التدخل.
أسرة هند أسرة عادية مثل ملايين الأسر الفلسطينية ليس من بينها أفراد فى «المقاومة»، وتعيش حياة طبيعية عادية، لكن العدوانية الرهيبة للجيش الإسرائيلى ذهبت بعقول الجنود، وحولتهم إلى قتلة، ومجرمين، وإرهابيين يعيثون فى الأرض فسادا، ويقتلون البشر بلا هوادة، ويدمرون الأخضر واليابس فى أبشع حرب بربرية تشهدها الإنسانية.
أتمنى أن تنتبه محكمة العدل الدولية لكل تلك الجرائم فى أثناء مراجعتها الإجراءات الاحترازية التى قررتها، والتى طالبت فيها إسرائيل بتقديم ما يفيد بشأن التزامها بها خلال مدة شهر، وهى المدة التى أوشكت على الانتهاء.
لو كانت الطفلة هند إسرائيلية لخرج بايدن يندد ويبكى من شدة التأثر، لكن الدم العربى فى نظر الإدارة الأمريكية لا يستحق الاهتمام.
أعتقد أنه من المهم الآن أن تتحرك الجامعة العربية، وأن يكون هناك اجتماع استثنائى على مستوى القمة العربية لاتخاذ موقف عربى جماعى موحد لوقف العدوان الغاشم على غزة، والذى دخل شهره الخامس، قبل اقتحام مدينة رفح الفلسطينية، وتحويلها إلى شلالات دماء جديدة للاجئين الفلسطينيين.