[ توافد المدعوون على شقتنا فرحين مبتهجين، حاملين الورود والهدايا، زافرين العطور الفوّاحة، ناشرين الابتسامات الجميلة،
فقد أصرّ عمي روبرت شارفنبرج على إقامة احتفال كبير بمناسبة انضمامي إلى جيش العاملين في استوديو مصر من جهة، وبمناسبة شفاء الآنسة أم كلثوم وعودة العمل لاستكمال فيلم “سلّامة” من جهة ثانية.
كان عمي يردد دومًا أن العاملين في مجال السينما هم جنود بلا سلاح في معركة تشكيل الوعي والوجدان. وكم خاطبني مؤكدًا :
(مصر يا فكري في حاجة إلى العلم والأدب والفن الرفيع حتى تطرد الاحتلال الإنجليزي من أراضيها وترفع رايات العدل في الأرض، والسينما أمضى سلاح يمكن توظيفه لإنقاذ الشعوب من الانسحاق في معركة الحياة ومن بطش الظالمين).
الأستاذ بيرم التونسي هو الوحيد الذي اعتذر عن عدم تلبية الدعوة لإصابته بنزلة برد، أما إستفان روستي ويحيى شاهين وفؤاد شفيق فكانوا أول الحاضرين في السابعة مساءً ]..