يوافق 5 مارس ذكرى وفاة أحمد لطفي السيد المفكر والفيلسوف المصري فى عام 1963، ذكرى رجل ظلمه الجهل والجهلاء أعداء الوطن، عندما حذفوا اسمه حتى من مدرسة الهرم، وهدموا مقبرته بغباء لا نظير له، ضمن سلسلة تغييب الوعى الوطنى، فهذا الرجل رائد حركة النهضة والتنوير في مصر. وهو أستاذ الجيل، أول من رفع شعار مصر للمصريين، تأثر بالأفكار الإصلاحية، تولى وزارة المعارف (التعليم) والخارجية، ونائبا لرئيس الوزراء ونائبا في مجلس الشيوخ، ورئيسا لمجمع اللغة العربية، وعمل رئيسا لدار الكتب المصرية، ومديرا للجامعة المصرية، وعرضت عليه رئاسة الجمهورية أيام ثورة يوليو ورفض. كما أسس عددا من المجامع اللغوية والجمعيات العلمية.وحزب الأمة، ونظم حملة التبرعات لإنشاء “الجامعة المصرية”، والتي تحولت في 1928 إلى جامعة حكومية (جامعة فؤاد الأول) -جامعة القاهرةحاليا، وكان طاقة متدفقة من الوطنية وحب مصر، ناصر أصحاب الحق ضد الظلم، له عطاء لا ينتهى من العمل الوطنى، ولايستحق إنكاره بمحو اسمه فى كل موقع، حتى من لافتة مدرسة وقرار جسده بمقبرته التى هدمتها يد الغدر، أعطى مصر أفضل من أى بطل تاريخى، له مؤلفات وترجمات فى الجمال والأخلاق والإصلاح الاجتماعى، ساهم فى مراحل ثورة 1919 برفقة سعد زغلول، وقدم استقالته عندما طردوا طه حسين من الجامعة، ودخول رجال الأمن حرم الجامعة، وأعادوا له اعتباره فحقق للجامعة استقلاليتها وكيانها، رافق الشيخ محمد عبده فى الفكر الإصلاحى، وتعرف بجمال الدين الأفغاني وتأثر به .. يجب إعادة الاعتبار لهذا الرجل.. بعد أن سيطر الجهل والجهلاء. وضاعت القدوة والاحترام، وخرجت علينا أجيال فقدت القيمة والقدوة ونبذت العلم وأهملت العلماء .. نحتاج إبراز الدور الوطنى والإصلاحى للرجل نموذجا للأجيال لتتعلم أسس الوطنية والتقدم، ضمن مناهج أجيالنا الغائبة.