التقيت بها وقد تجاوزت الثامنة والاربعون ولم نلتقي منذ فترة طويلة وكان تربطني بها علاقة طيبة هذا وقد بدت علي ملامح وجها معركة قد انتصر فيها الزمان وبدت التجاعيد ترسم خريطة صراعات الزمان علي وجهها
قالت لي اتابع مقالاتك وثم قالت لي انت عنصري للرجال لماذا تكتب عن الرجال فقط كأنهم هم المقهورين فقط ونحن معشر النساء اسباب كوارث الارض منذ بدء الخليقة حتي قيام الساعة وانا اعلم انها متزوجة من رجل موظف مرموق في جهة حكومية والظاهر انها تعيش حياة مستقرة ..
وبدأت في التحدث وهنا خرجت عن شعورها وصرخت في وجهي صرخة مدوية قالت لي اريد رجلا بمعني كلمة رجل ليس ذكرا بأعضاء تناسلية اريد رجلا بمعني كلمة الرجولة .. فقد مللت من تحمل المسئولية والقيام بدور الاب والام ودور الرجل والمرأة في آن واحد …
اعود لنقطة البداية واعترف انني من تحملت الدور علي عاتقي واعترف امام الله وامام الناس انه لم يجني علي احد بل انني من جنيت علي نفسي ومن عودت غيري سواء زوجي او اولادي علي عدم تحمل المسئولية كنت اغفر اخطاء وزلات للجميع تصل الي حد الكفر وكنت اسامح الي ان اصبح التحمل والغفران شئ عادي وكل من حولي ساكن اموات وهم احياء وانا ميته اتظاهر بالحياة وبالقوة الي ان انهارت كل قواي وانا اصرخ في اموات حولي و تذكرت قول الله تعالي انك لم تحيي الموتى ولم تسمع من في القبور …
ثم تنهدت وقالت بعد نفس عميق وكان هدفي ان تسير المركب لكن المركب تخبطت في صخرة الحياة الصلبة وبدأت تضعف قواي ولم يعد لدي قدرة علي القيادة قد بدأ شعري يزحف اليه اللون الابيض هذا هو الذي تخبئه الطرحة تحت الحجاب اما عن تجاعيد وجهي لم استطيع اخفائها حينما نظرت اليها شعرت بمدي ما نحن فيه اولاد ادم من ضياع …
وتنهدت بصوت وقالت لي بنبرة يعلوها الحزن … وقالت لي اولادي وصلوا الي مرحلة التشتت والضياع وهم في حاجة الي النموذج القدوة الاب الحاضر الغائب الذي يحاول ان يصلح ما افسده الدهر وكل ما يفعله هو الصياح بصوت عالي وللاسف يصرخ في وجهي ويقول لي انا السبب من اضاع الكيان وهدم الاسرة وحينها أنظر اليه وانا صامته واقول نعم انت علي حق فلم يعد لي طاقة علي الصراع …
هذه رسالتي لكم اولاد ادم في النهاية اريد اوجه رسالة لكل امرأه لا بل لكل رجل .. يا بنت حواء لا تفرحي بدور البطل القوي فانت كإمراه قومي بدورك فقط لا تقومي بألف دور انت انثي عيشي انوثتك قومي بدورك كامرأة فانت ما خلقت لتكوني رجل لان هذه الفطرة التي خلقك الله تعالي عليها وان قاسم امين حرر المرأة من قيود المجتمع في عصره وهي قيدت نفسها بطوق الرجال و ارتدت ملابسه فما اصبحت انثي ولا ذكر بل خرجت عن فطرتها واصبحت كائن مسخ لا ذكر ولا انثي وانت ايها الرجل قم بدورك فالشجرة التي يحميها الاسد لا تصعد عليها القرود ارتدي ثوب رجولتك عد كما كنت رجل ولا تصبح ذكر ..
أولادنا نتاج افكارنا انظروا الي أولادكم فعليهم يقاس النجاح … عادتا ما نقول او نسمع كلمة ابن عاق او بنت عاقة … لماذا لا نقف امام انفسنا ونعترف اننا امهات واباء عاقين لأولادنا … اعترفوا افادكم الله لان الاعتراف بداية الإصلاح ….
اعلامي وكاتب صحفي