كتبت ايناس محمود
مَنْ أمِن العقوبة أساء الأدب _قاعدة مشهورة تأكدت صحتها بالممارسة الحياتية تُبين ان تجاوز النظام والقانون وحلول الفوضى لا يتأتى الا اذا امن المرء العقوبة التى تردعه ولا يجد ما يخشاه
واذا اسقطنا هذا على شريعتنا الغراء لوجدنا ان الخوف من غضب تعالى والعذاب بـ”نار الاخرة”احد الاسباب الهامة التى تدفع المرء الى الخضوع والامتثال لاوامره تعالى والانتهاء عن نواهيه
وفى شأن عقابه تعالى بعذاب المُخالفين بنار جهنم والتى جاء فيها كثير من الايات بصيغة الماضى دليل على قطعيتها ووجودها فليس اصدق من الله تعالى
فقد قال العلماء اجابة على سؤال “ما الحكمة في أن كثيرا من الأشياء التي سوف تحدث في الآخرة، مذكورة أفعالها في القرآن بصيغة الماضي”
اكدوا _ان الحكمة من ذلك انه تُفيدُ اليقين بوقوعه، حتى كأنه قد وقع ومضى او أن المستقبل بالنسبة لله تعالى كالماضى بالنسبة لنا
ومن الايات التى ذُكرت فى هذا الشأن
_” وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ” سورة الزخرف: 77
_ “إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ” سورة الملك: 7
“كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ” 8,9 _الملك
وجاء فى قول القرطبى ” بأن خلود أهل النار فيها لا إلى غاية أمد، وإقامتهم فيها على الدوام بلا موت ولا حياة نافعة ولا راحة، كما قال تعالى: لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ـ وقال تعالى: كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ـ قال: فمن زعم أنهم يخرجون منها وأنها تبقى خالية أو أنها تفنى وتزول فهو خارج عن مقتضى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه أهل السنة”
ومن الاشياء التى يجب توضيحها فى هذا المبحث والتى تطرأ على خواطر الكثير من البشر اننا اذا تخيلنا ان هناك اعتقاد بأنه يمكن الغاء النار وانه وارد ان يتجاوز المولى عز وجل عن الجميع مثل عتاة الظالمين
_ فرعون والذى حاج ابراهيم فى ربه وقوم عاد وثمود وآل لوط وغيرهم حتى نصل الى ظالمين هذا الزمان _الذين يُنكلون بالناس ويسومونهم سوء العذاب من قتل وقذف وتشريد وتجويع بداية من الطفل الى المرأة و الرجل المسن الكبير حتى الطير والحيوان
فماذا يُعزى المظلوم الذى لم يجد له ناصراً او وكيلاً عنه الا الله تعالى _وماذا عن ضعاف النفوس الذين يُمكن ان يُسيئوا الادب لضمانهم عدم الردع والخوف من العقاب
وقد اتفق العلماء على ان الله بيده وحده دخول الجنة ودخول النار فلا يستطيع احدنا ان يملك الحكم على من يدخلهما مؤمن كان اوغير مؤمن وحتى الكافر فامرهم جميعاٌ على السواء بيد الله.. ورغم انه ليس هناك ضامن فى دخول الجنة او النار بدركاتها لكن هناك ايمان قاطع بأن الله تعالى ” حق عادل قيوم “