أما بعد..
بريئة جدا..
تلك الأيام التي فرت إلى جيوب الحلم..
ربما كانت تظن أن له بابا آخر يفتح على الشمس..
فحاكت من وهم الوعود صفر السنابل..
لاأعرف كيف تناست أن الأحلام لاتنمو إلا في دهمة ليل طويل، وأن أحلام اليقظة رجس من عمل الحنين..
وأن الأرض أرض فزع..
حيث لا صبح خلف الرجاءات يُنتظر..
ولا أحد هناك يجيد طهي الحماقات..
وأن أولئك الذين نصبوا الشراك وزينوها، محض بوق سواد، لايسفر إلا عن حضارة صدى..
لاتلبث أن تتلاشى..
مكتوب على جبينها أن تضيع سدى..
وأن تخلف وراءها عمرا فارغ المعنى..
لا اسم له..
سوى خيبة..
أو اثنتين..
أو مئتين..
أو أدنى..
ومتى عنيَ الجرح بعمق طاله النصل؟!..
الموت مع أول وخزة، وإن لم تشعر بالألم..
أقسى من طبطبة يد..
وأرأف من طعنة..
ذلك القتل الرحيم..
والنزف أصل الخذلان، متى كان..
كانت الغدرة، وأينعت الآهات..
ألف صلاة وقيامة..
تنام في ضلعي..
أنا،،،،،،
يا حضرة المفتون، ازدهار الحزن في محيط وجه..
أخذت السنون منه ما أخذت..
وخلفته للضياع، ينشد دربا..
لايعيد الخطى حيثما بدأت..
ولايحمل الأقدام إلى حيث يكون العدم أكرم من سؤال..
وأتقى من جواب حائر..
لا أدعي النبوة، لكن..
في أيسري، يؤذن الكمد..
حي على الغياب..
تتمدد العثرات في قدمي..
وتتجافى عن الهرب جنوب الشظايا..
أين تولي، وأنا منذ الأزل، نذرتها لفواجع الممشى..
حتى بلغ بي النصب منازل الأولياء..
فأقام الوجع دولته، ونصب عرش المتعبين..
مكتوب على ناصية الشوق..
لك حصاد الشوك يا حضرة السائر..
ولمن أفنيتَ، عطر الزهر في كفك اليمنى..
فضم إليك ما كتب لك..
ودع في كف الريح ما كان لهؤلاء..
ما نفع البقاء إذا كان الزبد هو الذي يمكث..
ويذهب جفاءً ما يعيد لك حياتك الأولى..
كيف أقنع الروح، أن ما لقيصر لقيصر..
وكلي لعبة اليأس؟!..
أعدلٌ أن أفك قيدك، فتصفد قلبي في ربقة الانتظار؟!..
ذلك المبشر باليتم منذ بدء التكوين..
أعدلٌ أن أكون ثمنا لكل هذا الرحيل؟!..
سؤال، على ناصية الأسف..
لاأسوقه إنكارا لحال لم أرده..
فلا تأبه..
هو ما تبقّى..
من رزايا المنتصف..
انتهى..