فاطمة وعائشة وزينب طالبات بالثانوية الأزهرية عُرف عنهن العلم والخلق الرفيع.
وفي يوم أرسلت إليهن عميدة المعهد تخبرهن بترشيحهن لحضور لقاء تلفزيوني بإحدى القنوات فشعرن أول ما شعرن برهبة الموقف والخوف من العواقب..
لكن العميدة الحكيمة ، الأمينة أخذت تقوي من عزائمهن وتذكرهن بما هُن عليه من العلم والحكمة والخلق الرفيع.. وما زالت بهن حتى أقبلن على الأمر بطمأنينة وسكينة ووقار.
جاء اليوم الموعود.. والمفاجأة أن المحاور لم يسأل إلا سؤالًا واحدًا ألا وهو ماذا تعلمتن يا فتيات في الأزهر؟!
فأجابت فاطمة بقولها: تعلمنا في الأزهر الشريف أن الآدمي “أيًا كان انتمائه أو دينه أو مذهبه أو عرقه أو جنسه ..” له الكرامة والحماية والصيانة والرعاية.
ـ تعلمنا أن نقول للناس القول الأحسن (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
ـ تعلمنا أن الدين رحمة وأن هذه الرحمة شاملة ، تشمل كل مخلوق علمناه في هذه الحياة وأن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم نالت حتى مَن لم يؤمن برسالته.
دمت زهراء يا فاطمة.
وماذا تعلمت أنت يا عائشة؟
قالت عائشة: تعلمنا في الأزهر الشريف أن نتعامل بالأخلاق حتى مع غير الإنسان ، نتعامل بالأخلاق مع الحيوان والنبات والجماد ، حتى مع الظواهر الطبيعية فها هو رجل يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم فيلعن بعيره ، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا عبد الله لا تسر معنا على بعير ملعون) ومن هنا تعلمنا أن سوء أدبه مع الحيوان حرمه شرف صحبة العدنان صلى الله عليه وسلم ، وها هو آخر يلعن الريح فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم:
( لا تلعن الريح فإنها مأمورة ، مَن لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ) .
ـ تعلمنا أن من أسماء الله جل جلاله السلام ومن أسماء الجنة دار السلام وتحية أهلها السلام .
ـ علمونا : أننا لو تأملنا أحكام دين الإسلام لحكمنا بصدق وموضوعية أنه أحق الأديان بأن يسمى دين الإسلام ؛ لأن نور السلام يشع في أوامره ونواهيه ، يشع في مظهره و مخبره وفي عباداته ومعاملاته ، في أقواله وأفعاله.
دمت متميزة يا عائشة.
والآن نتوجه بذات السؤال للطالبة زينب.
فأسرعت زينب بقولها: تعلمنا في أزهرنا الشريف أن ديننا دين الفطرة النقية ، والتشريع السهل اليسير البعيد عن المغالاة والتطرف والتشدد في كل نواحيه ومقاصده ومراميه.
ـ علمونا حب الأوطان وأن محبتها دِينٌ وإيمان ، والدفاع عنها واجب على كل إنسان نشأ في أحضانها ونهل من معينها.
جزاك الله خيرًا يا زينب.
ثم قلن جميعًا: تعلمنا الكلمة التي تجمع لا تفرق ، توحد لا تمزق ، تعمر لا تخرب ، تصلح لا تفسد ، تبني لا تهدم….هكذا تعلمنا وهكذا سنعلم إن شاء الله تعالى.
*فما وسع المحاور إلا أن قال: حيا الله الأزهر الشريف وزاده شرفًا ورفعة وزاد القائمين على أمره رفعة وحكمة.