القيمة التاسعة والعشرون :
كلنا يعرف بقيع الغرقد وهي المقبرة الرئيسية للمدينة المنورة منذ عهد رسول الله صلي الله عليه و سلم .
ولكن هل سمعت عن بقيع مصر ؟
معلومة يمكن تذهلك أن مصر فيها بقيع تاني و مدفون فيه 5000 من الصحابة منهم 70 صحابي من اللذين شهدوا غزوة بدر مع رسول الله صلي الله عليه و سلم وتحديدا موجود في قرية البهنسا في المنيا وتسمي بالسبع بنات .
البهنسا هذه قطعة نور في أرض مصر سقط علي ترابها آلاف الصحابة شهداء واحتوت أرضها أجسادهم الطاهرة .
فما أصل الحكاية ؟
الحكاية يا سيدي أن بعد ما سيدنا عمرو بن العاص فتح مصر سنة 21 هجريا ، وفتح كل حصون الرومان في الشمال ، إستأذن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في استكمال فتح حصون الجنوب لفتح صعيد مصر .
كان أقوي حصن للرومان وقتها هما حصنان،
هما حصن البهنسا ، والتاني حصن اهناسيا.
وفعلا أرسل سيدنا عمرو جيشا لاستكمال الفتح ، وهنا دفع الرومان بكل جنودهم لحصن البهنسا لأن سقوطها يعني سقوط الصعيد ، و دارت المعركة و انتصر المسلمين و ارتقي من جيش المسلمين 5000 شهيد من الصحابة الأجلاء..
ومن أشهر الصحابة والتابعين المدفونيين في البهنسا :
زياد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
سليمان بن خالد بن الوليد
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
الحسن بن زين العابدين بن الحسن بن علي بن أبي طالب
محمد بن أبي ذر الغفاري
محمد بن عقبة بن نافع
علي بن عقيل بن أبي طالب
جعفر بن عقيل بن أبي طالب
خولة بنت الأزور
القعقاع بن عمرو .
هل كنت تتخيل أيها – القارئ الكريم – أن الأسماء دي مدفونة علي مسافة قريبة منك وأن قطعة أرض قد تكون علي بُعد دقائق أو ساعات قليلة من بيتك تحوي أجساد حفيد سيدنا رسول الله وابن سيدنا أبي بكر الصديق و ابن سيدنا خالد بن الوليد و القعقاع بن عمرو الذي قيل فيه ( لا يهزم جيش فيه القعقاع ) ؟؟
إذا فما سبب التسمية ؟؟
يقال إن البهنسا كان بيحكمها أيام الرومان حاكم إسمه ( بطليموس ) وهذا الحاكم كان بيحب فتاة ذات حسن وجمال ومن شدة جمالها أطلق عليها إسم ” بهاء النسا ” ومن هنا اتحرف الإسم لل ” البهنسا “
أرض البهنسا ولم تنتهي عظمتها عند احتضانها لأجساد الصحابة الأجلاء .
كانت البهنسا قلعة من قلاع صناعة الغزل والنسيج في العصر الإسلامي ومنها كانت تذهب كسوة الكعبة المشرفة إلي مكة المكرمة في العصر الفاطمي
وكانت فيها قبر السبع بنات و لهم قصة عاوزة بوست لوحده لأن مصر كلها تسمع اسم السبع بنات ولا نعرف إيه قصتهم ؟؟؟
ولكي تبهرنا أكتر البهنسا وتكمل عظمة التاريخ ففيها أيضا شجرة السيدة مريم العذراء
والتي يقال أن السيدة مريم والمسيح عيسي بن مريم عليهما السلام ويوسف النجار جلسوا تحتها في رحلة العائلة المقدسة إلي مصر
تلك قطعة من أرض مصر المحروسة الطاهرة التي تشرفت بالصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين ومشى عليها المسيح وأمه ويوسف النجار وغيرهم من العلماء والدعاة و المصلحين وذكرت في القرآن الكريم فقال تعالى (ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين)..