مر علينا شهر رمضان المبارك وكل واحد منا كان منشغلا في حاله بين صلاة في مسجد ، أوقراءة كتاب علم ، أوقراءة قرآن ، أو مدارسة علم ، أو مجالس ذكر ، أو افطار الصائمين ، أو تصحيح قراءة للأطفال المبتدئين ، أو مساعدة أرامل وفقراء و مساكين كل هذا قربة لله عز وجل ، واستجلابا لثواب الله ، وتعظيما لشعائر الله في هذا الشهر الكريم.
ولكن ظهرت طائفة فاسدة أفسدت علي العابدين عبادتهم ، وصاروا حديث المدينة بخزعبلاتهم وشذوذهم وملابسهم العارية الخادشة لكل حياء ومروة ورجولة ، وبثهم أفكارا ورؤي لا تليق بمجتمعنا المسلم المؤمن ، في طائفة من المسلسلات والبرامج التافهة تحل الحرام وتذهب بالحرام إلي أبعد مدي وتصوير القتل والزنا و الربا وزنا المحارم والاعتداء علي الحرمات .
وانتهاك خصوصيات الأفراد والمجتمعات وتهوين وتسهيل العلاقة بين الشباب والفتيات وتصويرها علي أنها أمر عادى بعيد عن ضوابط القرآن والسنة والعفة والشرف .
فإن الله حرم حب إشاعة الفاحشة في المؤمنين فضلا عن إشاعتها بالفعل، قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } . {النور:19} .
وقد وعد الله عز وجل أولئك الذين يحبون إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم- على مجرد محبة إشاعة الفاحشة- بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ فما بالك بمن يشيعها ويذيعها بالفعل عبر الفضائيات ، فقال سبحانه وتعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } . {النور:19} .
بل وصل الأمر أن تصدر ( الرويبضة ) أي التافهين ، مواقع التواصل وشاشات التليفزيون ونصب منهم الإعلاميون الفاسدون موجهون و مرشدون و معلمون ، كأنهم قادة للمجتمع نقلوا مساوئهم وتجاربهم الساقطة في الزواج والطلاق وسيئ الأخلاق الفاسدة لعيون وأسماع المجتمع الشريف ، حتي اختلط الطيب بالخبيث وأصبح الناس في حيرة من أمرهم وشقاقهم وخلافهم بينهم شديد .
وهذا بعض ما فعلته مواقع التواصل الاجتماعي تويتر فيسبوك ومنصة x وشاشات وقنوات التليفزيون والممثلين و الممثلات .
فصاروا يصدرون لنا كل قبيح و أتوا لنا بكل سئ وخبيث وهذا بشهادة المتخصصين من النقاد والأدباء والمفكرين .
لذلك لابد من وضع ضوابط وقوانين ومواثيق فاعلة لضبط حركة المسار الإعلامي في مصر والدول العربية لحماية المجتمعات من كل تيار فاسد و فاسق وخبيث يريد تدمير القيم والقضاء علي الأخلاق الفاضلة ..
يقول الفيلسوف آلان دونو:
إن مواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين، حيث صار بإمكان أي جميلة بلهاء، أو وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين، عبر عدة منصات تلفزيونية عامة، هي أغلبها منصات هلامية وغير منتجة، لا تخرج لنا بأي منتج قيمي صالح لتحدي الزمان… !!
رحمنا الله من كل تافه وفاسد ورخيص ….
اللهم احمي مجتمعنا وشبابنا وبناتنا وبيوتنا من كل فاسد وحقير …