لايحب التريند ” النهايات السعيدة “.
ولا يعترف التريند ب الروايات الشرقية التي ” بختامها
يتزوج الأبطال “.
ولهذا لم أستغرب وأنا أرى عصام الحضري يسير وعلى كتفيه حقيبة بها سيناريوهات مختلفة لكل حدث.
وما أكثر الأحداث في حياة شخصية مثيرة للجدل وأحيانا للقرف مثل الحضري الذي رفض أن يترك الملعب فتركه الملعب.
يروي الحضري أي حدث حسب اتجاه المحطة التي يتحدث فيها.
وطبقا لتوجهات البرنامج الذي يستضيفه.
وحسب رغبه المشاهدين الذي يريد التأثير عليهم.
وقبل ذلك وبعده يرش كثيرا من البهارات ويجري العديد من التعديلات ويقدم العديد من التغييرات
التي تحتاجها مصالحه ويستلزمها التريند.
إذا استمر الحضري على هذا النهج فإن عليه أن يتحول من مدرب حراس مرمى ل المنتخب الذي يدفع أكثر إلى تقديم برنامج ” ما يطلبه المستمعون ” ل المحطة التي تدفع أكثر”.
القصة ببساطة أن الحضري كان الحارس الثالث في أمم أفريقيا 2017 بالجابون.
هكذا صارحه أحمد ناجي مدرب الحراس الشهير قبل بدء البطولة.
ثم أصيب شريف إكرامي – الحارس الثاني – قبل يومين من بدء البطولة.
ثم أصيب أحمد الشناوي – الحارس الأول- بعد 10
دقائق من بداية أول مباراة في البطولة.
فلم يجد المدرب أمامه إلا الحضري الذي لعب البطولة كاملة وقاد مصر إلى النهائي.
هذه هي القصة كما نعرفها.
وهذه هي الرواية كما رواها الحضري وناجي معا في أكثر من 20 برنامج مصري.
روى الحارس ومدربه قصة مشاركة الحضري وهما يتضاحكان ويعترف كل منهما بدور الآخر في حياته.
ويقر الحضري تحديدا بفضل ناجي عليه وأن ناجي هو الأب الروحي الذي يقف وراء كل الإنجازات التي حققها الحضري طوال مسيرته الرياضية.
ثم جرت في النهر مياه كثيرة.
تبدلت المواقع وتغيرت المصالح ولم تعد تتفق كثيرا مع المبادئ.
مرة واحدة وجد الحضري نفسه في محطة عراقية والبرنامج الذي يستضيفه يسير بشكل بارد ولا بد من حدث – حتى وإن كان مختلقا – حتى يتحقق التريند.
باع الحضري صديق العمر.
وانفجر غاضبا أو متصنعا الغضب : حسبي الله ونعم الوكيل في أحمد ناجي.
وأضاف : ناجي مدرب ظالم .. كان يريد تحطيمي وإنهاء مسيرتي .. أخبرني أنني ” الحارس الثالث ” وأن هذا هو
رأي الجهاز الفني ولكني تأكدت أن هذا رأيه الشخصي
وأن كوبر المدرب الوحيد الذي لم تحدث لي معه أي مشكلة ( يعمل معه حاليا ) لا يعلم شيئا عن تصنيف ناجي للحراس.
وأضاف الحضري : أخبرت أم ياسين ” زوجته ” التي بكت وبكيت معها وحسبنت عليه مرة أخرى : حسبي الله ونعم الوكيل.
من أجل التريند باع الحضري صديقه وصانع مجده أحمد ناجي.
ولكن لا تستغرب فقد سبق أن ترك تدريب حراس منتخب مصر الأولمبي كي يتولى تدريب حراس
منتخب سوريا.