تفوقت في دراستها،عينت معيدة بالكلية التي تزاملا فيها ،حبها ملأ كيانه ،بادلته الحب ، أحبته لخفة ظله،لحنانه ،لصدق مشاعره ،كرمه،كان مرحا ،خفيف الظل،تحل البهجة أينما حل ،نكاته،قفشاته، سمينا ،أكولا،يعشق الأكل،انخرط في نظام غذائي لتخفيض وزنه، بالكاد ينقص وزنه ،ثم يعود أكثر من الأول ،لم ييأس ،طلب يدها ،رفضه والدها ،رأيه أن السلك الجامعي الذي التحقت به له متطلباته ،زواجهما ليس متناسبا،التحق بالدراسات العليا حصل على الماجستير ، حصلت على الدكتوراه،لاسبيل للحاق بها ،أو حتى لتقريب الهوة بينهما،أو حتى لإنقاص وزنه، مما جعله ييأس واضعا همه في الأكل، قابلها في أحد المؤتمرات العلمية، لم يسمع كلمة من محاضرتها ،بل استرجع ذكرياتهما ، وتجدد حزنه لرفض والدها إياه، موقفها السلبي، اقترب منها مهللا ،حياها بحرارة ،ردت التحية بدبلوماسية ،عرفته على أحد حضور المؤتمر زميلهما في الكلية الواقف بجانبها، زوجي الدكتور…، أصابته رعشة شديدة،تمالك نفساه ،حياه ،انصرف واجما يتردد في مسامعه صوت عبد الحليم حافظ يغني، وسرت وحدي شريدا،محطم الخطوات،تهزني أنفاسي،تخيفني لفتاتي ،ركب سيارته ،الدموع تفيض من عينيه، توجه للمطعم الذي اعتاد تناول الطعام فيه قبل بدئه نظام إنقاص الوزن ،ارتدى نظارته الشمسية الداكنة لكي لايلاحظ أحد الدموع ، طلب فخذ خروف ،مع الأرز مع السلطات ،ناهيك عن الكباب والريش، وزجاجة بها لتران من المياه الغازية الدايت،صوت عبد الحليم يجلجل من المذياع ،أنا كنت هواه وحبيبه ،روحي وقلبي حواليه ،إن كان الدمع يجيبه كنت أبكي العمر عليه ،أعقبه صوت أم كلثوم أعطني حريتي أطلق يديا ،إنني أعطيت ما استبقيت شيئا،ولم يدر إلا وقد فرغت الصواني والأطباق،زجاجة المياة الغازية ، التهم بعدها صينية بسبوسة بالقشطة ،طلب كوبا كبيرا من الشاي بربع ملعقة سكر ،دفع الحساب،ركب السيارة ،عاد لمنزله،نام بملابسه ،استيقظ في الصباح الباكر ،ماما ماتنسنيش في الغدا،المحاشي والفتة والكفتة كمان ،حاسس إني هفتان ، وتستمر الحياة.