في خضم هذا السيل الجارف من الفتن والأهواء والأطماع والتكالب والانغماس في المادة والتشكيك في الثوابت والتقليل من قيمة الوطن والدعوة إلى عدم الولاء له والدفاع عنه والاستهزاء بمنظومة القيم والأخلاق والتخطيط لنشر الإلحاد…. (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) يأتي الأزهر الشريف، سفينة النجاة الحقيقية، حصن العلم وقلعة الوسطية، رمز الوحدة الوطنية، لينشر الفضائل ويفند شبه الملاحدة فيبدد ظلام جهلهم بمنهجه المعتدل القائم على النقل والعقل.
الأزهر الشريف دولة العلم، حامي الوسطية في العالم، المحارب الحقيقي للتطرف، الداحض له بالفكر والعقل والمنطق.
يحج إليه طلاب العلم من جميع أنحاء العالم لدراسة علومه والاستفادة من مناهجه التي تُعلم حرية التفكير واستعمال العقل للوصول إلى الحقيقة مجردة من أية أهواء.
الأزهر الشريف أيها العقلاء أعلى وأكبر بعلمائه وعلومه العريقة من أن يخضع ويسير في ركب غيره!!
الأزهر صَرْحٌ عِلْمي وشاب فَتِي نشأ في طاعة الله – عز وجل – من خلال مناهج منتقاة من كتب التراث في الفقه الإسلامي بمذاهبه المختلفة، والحديث الشريف والتوحيد، والنحو والصرف، وعلوم البلاغة من معاني وبيان وبديع، وعلوم المنطق، فضلا عن العلوم الإنسانية والتجريبية.
الأزهر بناء عتيق حباه الله ـ عز وجل ـ بإمام حكيم وشيخ جليل قد أدرك واقعه وعمل على وَفق مُوجبه ومُقتضاه وكان مِن بين أقواله ووصاياه: لا تعتقدْ أَنَّك وحدك في هذا العالَمِ، واعلم أنَّ الله (عز وجل) شاء للناسِ أن يكونوا مُختلفين في أديانهم وألوانهم ولُغاتهم، وأنَّ تعدُّد الأديان مَشيئةٌ إلهيَّةٌ، ولا رادَّ لمشيئتِه.
الأزهر علماء ووعاظ وخطباء يجوبون العالم ليلًا ونهارًا ينشرون فيه قيم الإسلام السمحة بحكمة مستلهمة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
الأزهر أيها العقلاء هو المفتي والإمام والمفسر والمحدث واللغوي والمحقق والمدقق …
الأزهر أعرق جامعة عرفها التاريخ تتسم بالأصالة والمعاصرة يدرس فيها كل أنواع العلوم والفنون التي تخدم الكون بأثره.
حق لنا ولكل مصري أن يفخر بأن الأزهر نبت ونشأ واستمر في أرضنا الطاهرة العامرة بأهلها الطيبين إلى يوم الدين.