ماتزال في المرحلة الثانوية ،عمرها أربعة عشر عاما،أصغر ثلاث شقيقات،الكبرى في السنة النهائية من الدراسة الجامعية ،مخطوبة ، والوسطى متبق لها عامين على التخرج ، توفت والدتهم منذ عشر سنوات ، باشر أبوهم رعايتهم على خير وجه ، بيد أنه خلال تلك السنوات منذ وفاة أمهم ،يغيب عن البيت بحجة العمل ليومين في الأسبوع،توفي فجأة ، تاركا ميراثا يكفيهم ويؤمن لهم حياة مستورة ، بيد أن عمهم أخبرهم بشريكة لهم في الميراث،شقيقة من أبيهم في التاسعة من العمر ، أقامت لديه بعد وفاة أمها منذ عام ، أودعها لديهم لتقيم بينهم كوصية والدهم، تبرمت الشقيقتان الكبرى القاسية ،والوسطى الأمعة ، بحجة أنهما ليسا أهل للعناية بالطفلة اليتيمة لانشغالهما في الدراسة ،وعرضا عليه أن يرسلاها لدار أيتام ،أو مدرسة داخلية ،رفض العم ،أساءت الفتاتان معاملتها ،لكن حبا جارفا بينها وبين شقيقتها الطفلة ،خفف على اليتيمة الصغيرة كل المعاناة ،حتى أنها كانت تشاركها سريرها وتنام في حضنها ،تساعدها في دروسها ،لايأكلان إلا سويا ، اعتبرتها اليتيمة الصغيرة أمها ، تخرجت البنتان الكبرى والوسطى وتزوجتا ،وأقامت الأخريان وحدهما ،تفوقتا في الدراسة ، تخرجت من الجامعة تقدم لها الخطاب ،رفضت حتى تتخرج أختها من الجامعة ، لم ترزق الأخت الكبرى بأبناء ، والوسطى تعيش حياة زوجية مليئة بالمشاكل والخلافات ،ولولا أبناؤها لطلبت الطلاق، أقامت الأختان الصغريان سويا حتى تخرجت اليتيمة الصغيرة من الجامعة ،كانتا مضربا المثل في الذوق والأخلاق،تقدم لهما شقيقان تزوجتا في نفس
اليوم ،أقامت كل منهما في شقتها المستقلة بنفس البيت، يتقاسمان السعادة والرضا.