أكل الحقد قلبه ، اشتعلت في صدره نيران الحقد ،الكبرياء الزائف،عميت عيناه ،تسلطت عليه فكرة الانتقام من ذلك الطبيب المتخرج حديثا، الذي فضلته عليه، قبلته خطيبا لها،بعد رفضها و أسرتها له،كيف يمكن لها أن ترفضني ، كنت من أوائل دفعتي في كلية الشرطة ، لي شهرتي بالكفاءة في عملي ، ناهيك عن وسامتي،شتان بيني وبين خطيبها الطبيب الهزيل ، صمم على أن يؤدبها فيه ،أعلنها بينه وبين نفسه ،لن تكون زوجة غيري.
مستعينا بالشيطان اتفق مع إحداهن ،على قدر من الجمال ، ذهبت لاستقبال الطواريء بالمستشفى الذي يعمل فيه ،يوم نوبتجيته ، اشتكت له من أعراض مغص كلوي لقنها إياها الضابط ، بينما يفحصها في وجود الممرضة صرخت ،مدعية تحرشها به ، تم تحرير محضر بالواقع، أحيل للتحقيق،شهدت الممرضة ببراءته ،تداولت القضية ،حكمت محكمة أول درجة بإدانته،وفي الاستئناف ببراءته ، نقل إلى محافظة نائية ، ولكن الضابط فضحه بالباطل لدى أمين شرطة يعمل بتلك البلدة ، حذر الأهالي منه ،طلبوا نقله إلى محافظة أخرى.
أثناء عودته إجازة من عمله استوقفه كمين للشرطة ،كشفوا عن اسمه وجدوه اسمه مقرونا بقضية التحرش التي بريء فيها ،لكن لم يقم محاميه بالتقدم بطلب لشعبه من قائمة المطلوبين ،العجب كل العجب يصدر قاض أول درجة حكما بالإدانة ، فترسله النيابة لإدارة تنفيذ الأحكام ،ولكن الحكم بالبراءة لاتبلغ به إدارة تنفيذ الأحكام ،وبعد ليلة في الحجز استطاع إبلاغ المحامي ،الذي حضر للقسم، فلم يجده، أبلغوه بأنه في طريقه للعرض على النيابة ،قابل المحامي وكيل النيابة وأثبت له حكم براءة موكله، فأفرج عنه من سراي النيابة.
عاش عذابات من الظلم الواقع عليه،فقدان سمعته ثقة الناس فيه،تمسكت به خطيبته لمعرفتها نقاءه وطهره.
بينما خطيبته تخرج من باب بيتها قابلت الضابط سلم عليها ، وعن أخبار الدكتور خطيبها ،قهقه مودعا يازين ما اخترت،ارتعدت الفتاة من تصرفه الصبياني الممزوج بالشماتة والتشفي، خلت إلى نفسها ،استعادت مع حدث مع خطيبها من حوادث متتالية لايصدقها من يعرفه جيدا ،فهم جميعا جيران هي والطبيب وضابط الشرطة ،كانوا حتى في مدرسة واحدة،وهل من قبيل المصادقة أن يحرر له محضر التحرش بذات القسم الذي يعمل فيه الضابط، ومنذ أن كان طفلا كانت يرفض الهزيمة ،ويجيد الانتقام من خصومه،ثأري النزعة.
ذهبت لخطيبها اتفقت معه على إعلان فسخ الخطوبة بعد أن صارحته بشكوكها ، واتفقا على خطة ما.
استطاع الطبيب الحصول على عقد عمل ، سافر لدولة عربية ، بعد أن عقد قرآنه عليها سرا، واستخرجت جواز سفر باسمها ،مذكور فيه اسمه على أنه زوجها، تقدم الضابط لخطبتها فوافقت بعد أشهر من المماطلة ، تحدد موعد حفل عقد القرآن ، دعا أصدقاءه،زملاءه، الجيران لكأنما يريد أن يعلن انتصاره،اتفق معها أن يصحبها من الكوافير قبل عقد القرآن بساعة، ذهبت لأصطحابها كما اتفقا لم يجدها، أخبره الكوافير بأنه بالفعل حضرت وتم تزيينها ،ولبست ملابس زفاف،ورحلت في سيارة بمفردها ،ذهب لقاعة الفرح ، يكاد يجن ،لماذا انصرفت قبل حضوري لأصطحبها؟!!!!،اتصل بأبيها وأمها، كانا لايعلمان شيئا، صديقتها المقربة ،جارتهما لم تذهب معها للكوافير ،لعلها سبقته للقاعة ، لكن الوقت مايزال مبكرا ،انتظر في القاعة حضر الجميع ،إلا العروس التى لحقت بزوجها الطبيب البريء في ذلك البلد البعيد،الذي جمع بينهما في سعادة.