-#أما_بعد..
فإلى..
كل حزنٍ، وانكسارٍ، وخيبةٍ..
إلى جذوة الخذلان، التي لم تنطفئ، ولم تعرف إلى ذلك سبيلا..
إلى ذلك الرماد الذي صرناه، بعد أن انقضتْ كل مواسم الاحتراق..
إلى أناسٍ، أقبرناهم بداخلنا أحياء بلا جنازات..
فلم يكونوا أهلا للحياة هنا، ولو على سبيل العبور..
إلى أولئك الغرباء، الذين طبطبوا علينا لحظة انهيار، دون أن يكونوا هم المأساة، أو جزءً منها..
وإلى أولئك الذين رأونا-عرضا-ذات بكاء، فمصمصوا شفاههم شفقة، أو حتى عن غير قصد..
إلى تلك الأرصفة الغريبة، التي احتضنت خطانا كل ذات تيه..
والأرائك الباكية، لم تضم لنا لقاءً..
ولو حتى على سبيل أمنية لاتتحقق..
أو محض خيالٍ جامحٍ أحمق..
إلى مدن الوجع في أيسرنا..
وعواصم الخوف والقلق،،،،
وبقايا أرق لم يتم رحلته حتى تمام الصحو..
ولم يتراجع عن قض مضاجع صبرنا دون ذنب..
إلى ذلك النسيان الذي لم نستطعه..
والتناسي الذي لم نبلغه..
إلى تلك ال(ستتجاوز كل ما آلمك)..
التي لم نرَ من أثرِها سوى سقط الحروفِ من على أطراف الشفاه، غضة طرية، لاتحدث أثرا غير المواساة..
إلى ذلك اليباس فينا، بعد أن أُسقطت الأوراق عمدا..
وكُسرت الجذوع والأغصان..
وبلغت أشجار أحلامنا تمام الاجتثاث..
ولم يبق إلا عواء الريح بلا خريف..
لايكتفي ولايمل..
إلى ذلك الظلام في أعماقنا بعد أن انطفأت القناديل بأيديهم..
وإلى ذلك الغيث لم يأت، وربما غير الطريق، فضلَّ..
إلى ذلك الحرمان الذي قذفونا به حجرا، ولم يكن بنا حينها جفو يقتضي أن نرجم، وما بنا من مس سوى مارد الشوق..
إلى تلك الغصة في حلقنا، باقية لم تذهب..
إلى كل طعنة غدر باتت في كبدنا نارا، لا تعرف غيره مذهب(ا)..
وإلى تلك الأبواب هناك..
التي-لطالما-طرقناها، تقتلنا الرجاءات، وما من مجيب..
إلى ذلك الغياب الطويل..
والرحيل بلا وداع..
إلى الوعود الكاذبة..
والاعتذارات الباهتة..
والعهود التي نُقضتْ..
إلى ذلك الأمس الذي كحل عيوني بملح الذكرى..
وترك حبات الدموع على الوجنات سيلا لاينقطع..
ظنا منه بأني أغالب القهر وأعبر..
أيها السادة..
من العمق شكرا، على تمام الرعاية..
ها أنا الآاااان..
نَضجتُ..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..