تدليل ،محبة جارفة ، أولاه الأب إياه ،فقد كان أصغر الأبناء، في الوقت الذي كان بالغ القسوة مع أخيه الأكبر دائم الهروب من البيت لقسوة والده التاجر الصعيدي في معاملته وباقي بناته ، كم تطاول على أمه الطيبة التي أحاطت شقيقه وأخواته بحبها وحنانها ، لم تجد أي رد فعل من الشكوىالمتكررة لأبيه من تصرفاته الهوجاء المارقة، مما زاد في نفور أخيه الأكبر الطيب وشقيقاته منه،وتجنبه، توفى الأب ،تزوج في شقة أمه في عمارة يملكونها ، رزقه الله بطفل ، تطاوله شمل أمه وزوجته ، ضرب ، إهانة،كان يجمع إيجار العمارة ،يحرم أخاه عديم الحيلة وشقيقاته من نصيبهن ،لم تجد الأم بدا سوى أن تفر بنفسها لتقيم بغرفة فوق سطح العمارة،تكاثرت عليها الأمراض ،لم يرحمها ، فاض الكيل بزوجته بعد أن نقل إليها مرض الزهري من رفيقاته في الانحلال،طلقها ،اصطحبت ابنها ليقيم معها في غرفة ببيت أهلها،تشمله بحسن رعايتها في بيئة سوية ، اندفع وراء شهواته ،يلاحق النساء والفتيات،لايراعي فيهن ولافي نفسه إلا ولاذمة ، يدخن السجائر بشراهة ،عرف مخدر البانجو ،انكب عليه بكل كيانه،لايفيق أبدا ،توفت أمه غاضبة عليه ،لحقها أخوه الأكبر ، قاطعته شقيقاته تماما ،استحوذ على ميراث الجميع ،كرهه جيرانه ،وأقاربه ،عاش منبوذا ،انكب على تدخين البانجو أكثر فأكثر ،باع شقته ،وسكن في حجرة السطوح البائسة التي أقامت فيها أمه من قبل هربا منه، تنكر له ابنه فهو لايشرفه ، رويدا رويدا باع شقق العمارة لساكنيها بأبخس الأثمان ليصرف على إدمانه ،وحماقاته ،ونزواته،أصيب عدة مرات بمرض الزهري، سار هائما على وجهه،ممزق الثياب ،أشعث الشعر،ذقنه طويلة غير مهذبة،نفر منه الجميع ،لا يعطف عليه أو يفقتده أحد لغيابه ،هائما على وجهه مستنشقا لدخان البانجو.