ملامح غرفتي تشبهني منذ حين.
ألبستها فساتين الصبا.
أفشيتُ لها سري اللّيلي عن كتب العشق..
ورسائل الحبيب ،
كان أبي يسترق السمع خلف الستار..
هل أنا بخير؟
هل أنام في اطمئنان؟
غرفتي التي تحملت جنون انعكاساتي في المرآة،
رقصاتي مع الطيف، حماقاتي، ضحكاتي العالية.
من أخبرها أنني كبرت وأنني رحلت؟
متى أدركت أن ضفيرتي هوت، تلتقطها الريح؟
من علمها ذرف الدّمع في ليلة البياض؟
من فتح نوافذها فتبللت ستائرها بندى اللّيل؟
من أخبرها موعد احتفائي بعشتاري؟
من.. من؟
بكت في الهزيع الأخير حد الموت.
وعدتها…. فتبخرت وعودي.
تهمس أحياناً لأمي التي صنعت من زواياها بقايا أحلام..
لأخي الذي احتل مكتبي وزاويتي..
لأبي الذي سبقني بالرحيل بلا استئذان.
من علّم الجدران احتضان الأماني؟
من..من؟
من ألبسها ثوب الوفاء ولون الحزن؟
من؟
ملامح غرفتي تحتضر دوني كل يوم.
من غيرها يموت لأجل حنيني؟
عشرون عاما أو يزيد،
تشم في الستائر عبقي وحنيني..
تلتحف بصوتي الدفين،
تهديني أحلام ليلٍ
ونفحة صبح
وعبق ورد..
سأدرب روحي كي تزور منفاها كل حينِ..
المرأة التي كانت تبيع ورد الربيع،
سترميها بحفنة ورد كل صباح،
كل حين.
من سيعزف سمفونية الوداع غير ملامحها؟
ملامح من جماد.!! إي نعم، ملامحها من جماد.
آهٍ..مَن؟