مساء يوم الأحد 12 ماي 2024م، كنت قد قررت الذهاب إلى مستوى المعرض الدولي للكتاب بمدينة الرباط لحضور حفل توقيع المترجم و الناقد العزيز الدكتور “محمد الجرطي”، الذي وقع كتابه المتميز الحامل لعنوان “التخييل الذاتي والولع بأكاذيب أدبية أخرى”، غير أن بعض الظروف الطارئة جدا حالت بيني وبين تمكيني من حضور هذا الحفل الابداعي البهيج الذي كنت شغوفا لعيش لحظاته السعيدة بشكل مباشر إلى جانب الكتب المبدع المذكور.
ومن بشائر الخير أن هاتفني صبيحة يوم الإثنين 13 ماي 2024م صديقي الوفي الفنان التشكيلي “محمد خلافي” سائلا إياي عن الأجواء التي مر فيها حفل توقيه الكاتب المبدع السالف الذكر بالمعرض الدولي بمدينة الرباط، فما كان مني سوى أن أخبرته بأسف شديد عما حال بيني وبين ذلك الحضور، ليستفسرني بعدها إذا ما كنت أرغب في الذهاب مساء نفس اليوم إلى المعرض الدولي هناك، فوافقته الفكرة، وأثنيت عليه بالشكر الكبير نتيجة لالتفاتته الانسانية التي خصني بها كحظوة صداقة وفية تربطني به على وجه التحديد.
وهكذا التقينا داخل مقر محطة القطار الكبرى بالقنيطرة، ليتزامن تواجدنا مع تواجد الفنانة التشكيلية المتألقة “لمياء النهاري” صاحبة المعارض الفنية المتسلسلة المتمنة جملة وتفصيلا من مختلف الشخصيات الثقافية والفنية والفكرية، إذ أقامت عدة معارض عبر مختلق أرجاء المدن المغربية والتي نالت إعجاب الجمهور الزائر لتلك المدن المختلفة، وعلى إثر ذلك سافرنا نحن الثلاثة على متن القطار في اتجاه المعرض الدولي للكتاب، ولما صرنا في مدينة الرباط اشترينا باقات من الورود لتقديمها إلى ثلة ممن كتبوا فأبدعوا “كتاب وشاعرات” الذين ساهموا بإبداعاتهم الفكرية والأدبير في إثراء قيمة الكتب المعروضة هناك.
وكم كانت فرحتي كبيرة جدا، وأنا أطأ بقدمي مقر هذا المعرض الدولي الذي جعلته بين نصب أعيني متوعدا إياه بقولي في نفسي “أيها المعرض الدولي للكتاب، لقد أتيتك اليوم زائرا، وفي المستقبل القريب سأبصم اسمي في أروقتك بصفتي كاتبا، فإن هزمتني سابقا، فأعدك أنك لن تستطيع هزيمتي مستقبلا أبدا” هكذا اتخذت لنفسي كتحدي لا منتهي ولا محدود نهج شعار “أكون أو لا أكون” حيث يقول الكاتب الأمريكي ديل كارنيجي: “أنا مصمم على بلوغ الهدف فإما أن أنجح أو إما أن أنجح”.
إن التحدي الذي قررت نهجه ليس تحديا لغيري، بل هو في المقام الأول والأخير تحدي لنفسي ذاتها، بحيث أن أعظم شيء يتفوق به الإنسان على كلِ ما في الوجود هو موهبة التحدي، ولكي يتسنى لي حقا تحقيق ما أطمح وأصبو إليه من نحاح معقود الأمل كان لابد لي من القراءى العميقة، ولن تتأتى لي إلا بفضل شرائي مجموعة من الكتب التي هي عبارة عن قصص وروايات وسير ذاته لكبار الكتاب والمشاهير في عالم الفكر والأدبر، وبه قمت بشراء كتابين أثارا إعجابي كثيرا، حيث يقول الناقد الفني الإنجليزي جون راسكن: “إذا كان الكتاب جديرا بالقراءة ، فإنه جدير بأن يقتنى”.
وختاما، عدت وصديقي الوفي الفنان التشكيلي “محمد خلافي” مساء ذات اليوم على متن القطار سالمين غانمين والحمد لله رب العالمين.