سؤال ضروري ومهم : هل ينجح الزواج الثاني ؟ !!
يعني المطلقة إذا تزوجت مرة أخرى ينجح الزواج ؟ !! أو هل إذا تزوج المطلق مرة أخرى ينجح الزواج ؟ ؛ لاشك أن الزواج الثاني تكون المرأة والرجل لديهما ما أسميه أنا متلازمة الطلاق ؛ بمعنى أنه كلما تقدم عريس للمطلقة ؛ تتعامل معه بحذر وقلق وترقب بسبب تجربتها السيئة السابقة ؛ وقد ترفض الكثير من المتقدمين بسبب قلقها وخوفها أن تعيد تجربة الزواج السابقة ؛ لذلك عندما تطلب منا مطلقة إعلان زواج لها ؛ دائما تكون مواصفات الزوج المطلوب عكس مواصفات زوجها السابق ؛ فإذا كان بخيلا ؛ فأول صفة في شريك الحياة الذي تطلبه أن يكون كريماً ؛ وإذا كان السابق فقيراً ولم تكن لديه شقة ملك ؛ فيكون طلبها أن يكون ميسور الحال ولديه شقة تمليك ؛ وإذا كان الزوج السابق معتل الصحة فيكون طلبها أن يكون الزوج المطلوب رياضي وبصحة جيدة ؛ صاحبات الإعلانات لاتحدثنا عن الزوج السابق وأحواله لكننا نفهم من الشروط المطلوبة في الزوج ؛ نفس الأمر بالنسبة للمطلق ؛ كثيراً منهم يطلبون زوجة طيبة وعلى خلق ومنكسرة ويفضل أن تكون ( مقطوعة من شجرة ) ؛ ولايشترطون المؤهل الدراسي ؛ ولايشترطون أن تكون موظفة أم لا ؛ فهؤلاء من حديثنا معهم ؛ تعرضوا لظلم وقهر من عائلة الزوجة السابقة ؛ أو أن الزوجة السابقة أخدت منه تحويشة العمر ثم خلعته ؛ أو أنها كانت جميلة وفي وظيفة كبيرة فكانت تعامله باستعلاء ؛ أو طلبت الطلاق منه وتزوجت رئيسها أو زميلها في العمل ؟ !!! .
هكذا حال المطلقة والمطلق ؛ عندما يتقدم لها عريس آخر ؛ أو عندما يتقدم هو لزوجة أخرى وخاصة لو كان المتقدم مطلق ؛ أو المتقدم لها مطلقة ؛ فيكون القلق والخوف والحذر والتدقيق مبالغ فيه ؛ خاصة في السؤال عن أسباب طلاقه أو أسباب طلاقها من زوجها السابق .
فموضوع إعلانات الزواج ليس أمراً هيناً كما يراه البعض ؛ أنه عبارة عن منشور ؛ يتم نشره على صفحة الفيس وينتهي الأمر بدفع رسوم الاعلان ؛ ولكن الخبرة والتعمق في التفاصيل جعلتنا نستطيع أن نحكم على الأمور بمنظور آخر لايراه الآخرون .
فعندما تتواصل معنا إحدى المعلنات وتطلب منا التواصل مع صاحب إعلان ؛ بأن ظروفه تناسبها ؛ أو أن أحد المعلنين يريد التواصل مع معلنة بأن مواصفتها تتفق مع المواصفات المطلوبة ؛ أحيانا نتأخر عليهم في الرد ؛ أو أننا نقول له أنها لا تناسبك أو هو لا يناسبك ؛ لأن لدينا مجموعة معطيات أخرى تحتمها الأمانة والمصداقية وثقة المعلن والمعلنة فينا .
قد تكون هذه المتلازمة حتى في زواج الآنسات والعزاب ؛ فربما أم العروسة تكون قد عانت أو تعاني من أمور في حياتها مع زوجها ولا تريد أن تتعرض بنتها إلى نفس التجربة المريرة التي تعاني منها في حياتها ؛ أو إذا كانت الأم مطلقة فهي تكون أكثر حذراً وتدقيقا عند الاختيار لابنتها ؛ لكن هناك من الطرفين من تكون تجربته السابقة قد أثرت عليها تأثيراً كبيرا ؛ فحتى لو تزوج بأخرى أو تزوجت بآخر لاتستمر الزواجة فترة طويلة بسبب المقارنات بين الزواج الحالي والزواج السابق ؛ فهناك أمور إيجابية كانت موجودة في الزواج السابق ؛ فربما يكون سبب الطلاق هو كثرة سفر الزوج وغيابه عن منزله ؛ لكنه كان كريماً ؛ وصحيحا معافى بدنياً وهذا مالم تجده مع الزوج الحالي ؛ أو إذا كانت الزوجة السابقة طيبة وبنت حلال ؛ ومطيعة ؛ وخادمة له ولأولاده ؛ وإنما طلقها لعدم فهمه لطبيعتها ولم يقدر دورها في حياته ؛ ولا يجد ذلك في الزوجة الجديدة ؛ فيحدث الطلاق سريعاً .
لكن لكي أطمئن حضراتكم في أن نسبة الزواج الثاني الناجحة ؛ هي نسبة كبيرة جداً ؛ لأن كل طرف حريص على نجاح هذه العلاقة ؛ حتى لايًتهم أو تُتهم بأنها السبب في طلاقها في الزواجة الأولى ؛ فكل طرف يتنازل بعض الشيء حتى يستمر الزواج .
أسأل الله – سبحانه وتعالى للجميع التوفيق ؛ وأن يرزقهن الزوج الصالح ؛ ويرزق الرجال الزوجة الصالحة .. آمين يارب العالمين .