الكاتب المسرحي في طريقه للاندثار وأصبحت النصوص مكانها أرفف مكتبات مؤلفيها أو صناديق المهملات بمكاتب مديري المسارح ،ولاغرو أنه أحيانا تعطى الجوائز دون تنفيذ تلك النصوص الفائزة أو تقديمها كنوع من سد الحنك للمؤلفين،في البدء كانت الكلمة ،ولما كانت النصوص المنفذة الفاشلة لمجموعة الفهلوانات من يجمعون بين الفهلوة وحركات البهلوانات تكون النتيجة هذا التردي البادي للعيان.
ومايزال الذين أفسدوا المسرح يتمطعون بكل فجر ويفتخرون بلجان قراءة النصوص الوهمية ،ولجان اختيار العروض والتحكيم في المهرجانات ، وليس بعجيب أن جل اهتمام وزارة الثقافة ذلك الاهتمام المبالغ به تحت مسمى المهرجانات المسرحية صفرية المردود، تحت رئاسة بعض من الكيانات الهلامية التي تجمعها شلة واحدة ،يتبادلون رئاسة المهرجانات والتكريمات ،دائرة مغلقة على أناس بعينهم ، في ظلال مقاعد خاوية بالمسارح ،غير مدركين لاحتضار فن المسرح ، حتى العروض القيمة لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية لاترى النور وتعرض فقط على خشبة مسارح الأكاديمية باعتبارها تأدية واجب،وعروض تخص درجات الامتحان وفقط .
خلف هذا المشهد يحتشد الإعلام المسرحي الكاذب لتلك الأقلام المأجورة النفغية ،بكتاباتها الإنشائية ،التي تطفح بالزيف والبهتان ،وشعارها فيها لا أخفيها، ومكافآتهم تقديم نصوصهم التافهة ،وضمن تواجدهم بكل مهرجانات المسرح العربية التي أصبحت تضم غالبا أدعياء المسرح من مصر والأقطار العربية ،ليتجمد المشهد على حضورهم وتواجدهم دون غيرهم في تلك الفعاليات الزائفة ، حتى مجلة المسرح التي كانت المنبر الراقي للكتابة ورصد الحركة المسرحية أوقف إصدارها ،ولاتجد من بين الناشرين من يتصدى لطبع ونشر النصوص المسرحية فليس لها قراء،ولامردود مادي .
وطفت ظاهرة استباحة النصوص العالمية خاصة وبعض العربية تحت مسمى ورشة عمل ،دراماتورج،إعداد،رؤية ،أو الإطاحة بالمؤلفين عامة تحت شعار البنا والمناول ،تأليف أو إعداد أو دراماتورج وسينوغرافيا وإخراج،استهبال ، واستسهال يسود الموقف برمته.
ولم تسلم مسارح الثقافة الجماهيرية من تلك الظاهرة لتسير على نفس المنوال،فئة قليلة تستأثر بالكعكعة ،تقدم عروضا قد شاهدوها قبل ذلك ،ليعرضوها بإعتبارها نماذج وقوالب جاهزة ،يقدموها لأنهم يريدون ذلك دون مراعاة على وأين تعرض هذه العروض، ظاهرة سد الخانة ،ميزانيات تصرف على أعمال تافهة بلاجمهور .
والموقف يتلخص في التفاف الفهلوانات حول سرير المسرح المريض وهو يحتضر ،مانعين الأطباء المهرة من ذوي الكفاءات المسرحية من إسعافه ،ومصير المسرح بكل واقعية صادمة الرقاد بجانب ماسبيرو ،والصحف ،والإصدارات المتخصصة ،ولامكان للجادين المنقذين .