بعد ان أنهى كل ما يشغله من أعمال ،قام بعمل قنجان قهوة ،وأظلم البيت كله من نوره عدا أباجورته المفضلة ،
حيث تقبع شامخة لتضيء بنورها الكرسي الأقرب لقلبه،حيث تنجيده الناعم الذي يغوص فيه بمجرد أن يرتمي بجسده المتعب عليه
أمسك بهاتفه وأسرع بفتح حسابه الشخصي على موقع التواصل الأجتماعي ،يعرف أنها في أنتظاره ،تعد الثواني ليلحق بها في الميعاد
المخصص لهم ،أرسل لها متلهفا :
حبيبتي كيف حالك ؟ أشتقت لكِ كثيرا.
أجابته مسرعة :
حبيبي ….وأنا أيضا أشتقت لك ، كيف حالك طمئني عليك وعلى يومك ؟
أرسل لها قلب أحمر كبير ينم عن حبه وهو يجيب :
الحمد الله يوم مثل كل يوم طويل شاق في العمل ، ممل بالبيت ،أجلس وحيدا لا يؤنس وحدتي أحد ،أنتظر الوقت الذي ألقاكِ به حتى أنسى تعب اليوم .
فكما تعلمين منذ أن ماتت زوجتي ، وأنا أعتني بولدي وبجميع أمور الحياة ،وفي أخر الليل لا أشعر أنني أحيا إلا بعد أن قابلتك يا معشوقتي ، وأتساءل:
متي يجمعنا بيت واحد ؟
تجيبه بوجه حزين تأثرا بكلامه وحزنا على وحدته :
حبيبي يعلم الله أنني أدعو لك دائما بالعون والقوة من الله ، مسكين أن بعد ماتت زوجتك أصبحت وحيدا وتحمل عبء تربية ابنك ،كم أتمنى أن أكون شريكة
رحلتك لباقى العمر .
وهم ليرسل لها فشعر بحركة بجواره فسكت قليلا وعندما تأخر عن الرد بعثت له سائلة :
ماذا بك يا حبيبي ؟! لماذا سكت فجأة ؟!
قال وهو يتلفت حوله فى الظلام :
أبدا حبيبتي ولكن خيل لي أنني أحسست بحركة بجانبي ،ماعلينا ماذا كنتِ تقولين ؟!
وفجأة شعر بهمس بجانب أذنه يهمس له :
((( قولها معلش مضطر أقفل دلوقتي يا روحي المرحومة عايزاني فى كلمتين ))))