المسرح عامة في كافة قطاعاته وتبعيته الإدارية يدار بطريقة أبعد ماتكون تماما عن نظم الإدارة التي تخطط ، تتابع، تحلل ،تقوم تنفذ ، لاتعرف للإحصائيات سبيلا لأنها تعتبرها بلافائدة ، وكأن انتاجها سد خانة ، تحت شعار ليس في الإمكان أبدع مما كان ، والإداريون معرقلون مسيطرون يتوارثون مناصب الإدارة بشكل شبه عائلي ،مع احتكار المناصب بفجاجة ، وكأن هناك عقم قيادات فالبعض يجمع حوالي أربع مناصب بمختلف تسلسلها وتدرجها ، والجانب الفني مترهل ، خافت الحماس، خائب الرجا ، الفاشلون غارقون في فرص متاحة لهم ومغامرات ، ولا تخضع عروضهم للتحليل ، بين مصروفات وإيرادات قد تكون غالبا حصيلة مايجمعوه من بعضهم البعض يوميا ليستمر العرض عدد معين من ليال العرض، وعدد جمهور فعلي تاه بين جمهور الدعوات ، والجمهور المحتشد مجاملة للممثلين المشاركين في العروض، وجمهور سماسرة التسويق، وكله كوم والأقلام المأجورة التي تشيد وتتغني بعبقرية العروض الهزيلة، مما يؤكد فشل تلك العروض في اجتذاب الجمهور ، على الرغم من السياسة التي ابتدعها أحد ممن ضرب بمعاول الهدم في كيان مسرح الدولة بالاستعانة بالنجوم في محاولة لاجتذاب الجمهور ، مما كان له أثر عكسي وأحدث جرحا غائرا في نفوس الفنانين من موظفي ( ممثلي) المسرح حيث يعاملون كممثلين درجة ثانية أو ثالثة ، ووصل الأمر بالنجوم والممثلين بعدم الإقبال على العمل في المسرح ، وذلك للمجهود المرهق في البروفات ،قلة العائد الذي لايقارن بالعمل في الفيديو أو السينما ،الالتزام بمواعيد العرض وتعارضه مع العمل في أي مجالات أخرى،وهكذا أصبح نجوم مسرح الدولة مشهورين فيما بينهم ، يجهلهم عامة الجمهور إلا لو فتح الله عليهم بأدوار ولو ثانية في السينما والفيديو ليراهم الجمهور فيحظوا ببعض الشهرة ،ليخرجوا من حالة جهل الجمهور بهم وبقدراتهم .
وبعض المسارح التابعة لمسرح الدولة في حاجة إلى ترميم وتحديث ورفع كفاءة دور العرض ، والقائمين عليها ، بحسن اختيار مديري دور العرض ، وتلقيهم دورات تدريبية لرفع كفاءتهم والتي توقفت من عام 2011، ولكن الميزانيات لاتكفي إذ تستنزف مابين أجور الإداريين الذين يبلغ عددهم من 3 إلى 4 أضعاف عدد الممثلين ، والإنفاق على العروض الفاشلة لنفس المجموعة من محتكري تقديم العروض ، ومامن حسيب أو رقيب ، أو محلل لأسباب الإخفاق، في ظل إعلام كاذب خادع يصور الأمور وحال المسرح أنها على خير مايرام .