نعرض في هذه المقالة ثلاث مقالات لثلاثة من المسرحيين عن تعريف النص المسرحي
د.كمال زغلول
المسرح بين النص والعرض .. د . نهاد صليحة
” لقد فصل أرسطو النص الدرامي المكتوب عن العرض المسرحي المرئي المسموع، ووضعه في مرتبة أعلى باعتباره أدبا يقرؤه المثقفون.. واعتبر العرض المسرحي لهذه النصوص الدرامية الأدبية ( الذي يضعها في سياق فنون الفرجة ) عنصرا هامشيا، يشغل أدني مرتبة في الدراما.. فالنص الدرامي عند أرسطو ليس مشروعا لعرض مسرحي.. بل هو مؤلف أدبي لغوي مكتمل في ذاته، لا يحتاج شيئا خارجه، وينتمي إلى تقاليد الكتابة الأدبية التي تتوجه إلى القارئ،
لا إلى تقاليد الكتابة المسرحية التي تتأسس على تضمين تقاليد وأعراف العروض المسرحية في صميم بنائها، وعلى فرضية وجود الممثل والجمهور، ومشاركتهم في إنشاء عرض مسرحي حي ومتجدد، كشرط لوجودها وتحققها ” ونضيف أن هذا النوع بنائه يعتمد على أسس وقواعد فن التمثيل.
إضاءة نقدية
د.سعدي عبد الكريم
النصُّ المسرحيّ
إن كتابة (النصّ المسرحي) وفق المعايير الأنموذجية التي تمرّ عبر القنوات المعرفية، بجملة من المرجعيات الفكرية، لإخضاعها أولا لحيزات (المدرك العقلي) وثانيا القدرة علـى امتلاك الرؤية (الجمالية) للمنظومة الفاعلة في تنشيط (المدرك الحسي) وثالثا إضافة دراية مهارية منضبطة مستندة الى المهام الاشتغالية مثل (الدلالة القصدية) في (المنهج السيميائي) لأن المعطيات الفنية العضوية حسب قواعد التبادل الإيجابي بين(المنطق) و(المدرك العقلي) و(المدرك الحسي) ولإعتبار أن (السيميائية) منهجاً يهتم بدراسة أنظمة العلامات–الدلالات– الإشارات –اللغة، وهذه الأنساق تجيز لها التمازج، والتبادل من خلال براهين التلاقي التنظيري عبر توافر أُطر ذلك التلاقي، فإذا ما أخذنا علاقة (المنطق) بـ(السيمياء) سنجد أن تأكيد (بيرس) واضحاً حين أعتبر (علم المنطق) في معناه العام هو مذهب علامات شبه ضروري وصوري، ثم حاول (رولان بارت) من جانب آخر ان يصنف المنتج الأدبي (النصّ) من الناحية الجمالية حين رآى أن في ميزته اللّغوية الحاملة للعلامات الدالة، تكمن في قدرته على توصيـل فكرة ما، في زمن ما.
ولو حاولنا تعريف الأدب وفق وجهة النظر التراتبية في عموم المعارف لوجدنا إنه (لغة) ما، أي نظام علامات لا تتمثل كينونته في نظر ( بارث) في اللغة ذاتها بل في نظامه، بينما يرى (ريكاردو) إنه يجعلنا نرى العالم أحسن، وعند (جنيت) هو خبر يُنزع جزئيا لليتسرب الى العرض فـي حين يصف (كلوكستمان) الأدب، بأنه وصفاً بحدود ما يطرح في مجتمع ما، ويمكن إطلاقه من وجهة نظر محدودة، كونه مجموع الكتابات التي يتخذها مجتمع ما، في زمن ما كأدب مزامن له.
إن الحكم بات ضروريا في حقيقة وجود تلاقح بين هذه العلوم التنظيرية بجملتها (العقلية –الجمالية–السيميائية) مع اطروحاتها التنظيرية، وبتوافر علائق جوهرية وثيقة بينها ضمن مفهوم المُقارن العلمي باعتبار ان (الفن) هو معطى مادي أي (صورة في مادة) وأن (علم الجمال) بوصفه عملية تنظير الاداء في مادة، وهو ايضا تحديد للصورة الذهنية المؤسسة للأفعال القصدية في عموم النصّ الأدبي، وعلى ضوء اعتبار أن (النصّ المسرحيّ) جنس من أجناس الأدب باعتماده على اللغة باعتبارها الحيّز التدويني للثيمة، وصولا إلى الصراع، والذورة، وانتهاءً بالحلول.
د.كمال يونس
(النص المسرحي)
نص أدبي درامي لقصة يتضمن تقاليد وأعراف الكتابة للمسرح ،مابين إرشادات كاتبه ،وتقسيمه لمشاهد وفصول ،بأحداث صراع بتفاصيلها يمكن تقديمها على خشبة المسرح ، من خلال أداء مؤسس على قواعد فن التمثيل لممثلين تتناسب حواراتهم وحركاتهم و أعدادهم مع مشاهد العرض كل على حدة ،والحركة وحوارات تتناسب طولا وقصرا ، صالح للعرض المسرحي للجمهور ، وللقراءة كنص لطريقة كتابته التجسيدية التعبيرية التصويرية التي تخاطب كل حواس القاريء ،النص المسرحي الجيد ممتع في حد ذاته حين يقرأ المسرحية ،وحين يمثل ويقدم كعرض مسرحي للجمهور .