هل هناك فرق بين وزير ما قبل خفض أحمال الكهرباء ووزير ما بعد الخفض؟!
*حكاية الحرب التي بلا سقف بين حزب الله.. وإسرائيل!
*لاجئ أم ضيف.. أم مرتكب جريمة؟!
هذا التشكيل الوزاري الذي انتظره الناس كثيرا.. ها هو يأتي في فترة زمنية بالغة الحساسية أو بالأحرى عند مفترق طرق تمر بها الحكومة السابقة ثم الحكومة الجديدة..
من هنا.. يثور سؤال مهم:
*أيهما تفضل الجماهير.. وزير سبق أن خاض تجارب جديدة مشاركا مع باقي أعضاء حكومته أم آخر يصل إلى الميدان وكأنه على “الزيرو” وبالتالي ربما تكون له رؤية تستحق التأمل وقابلة للتنفيذ..؟
عموما سواء هذا أو ذاك فقد أصبحت مسألة تخفيف الأحمال مثار أخذ ورد وانتقاد وتأييد ومشاركة إيجابية أم تفضيل سياسة اللامبالاة.
لقد اضطر د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إلى شرح تفصيلات ودقائق الأزمة كاملة وإن كان قد تأخر في ذلك مما دفع كل من هب ودب أن يخترع من عندياته أسبابا لا تمت للواقع بصلة مما أوجد نوعا من البلبلة الجماهيرية.
المهم لقد خلص رئيس الوزراء من حديثه إلى أن الحكومة بادرت على الفور بالتعاقد على طلب شحنات من المازوت زنتها 340 ألف طن بمبلغ 180 مليون دولار.
ولم يخف رئيس الوزراء أن كلا من وزيري الكهرباء والبترول في حاجة إلى مبالغ إضافية سواء من الغاز الطبيعي أو المازوت وقدرها الوزيران بمليار دولار..
يعني المبالغ المطلوبة كلها وصلت مليارا و800 مليون دولار أي ما يعادل 57 مليار جنيه حتى يمكن تجاوز فترة الصيف بلا مشاكل .. وطبعا الدولة مسئولة عن تدبيره من مواردها الدولارية.
غني عن البيان أن كلام رئيس الوزراء ليشفي غليل المواطنين الذين كانوا -كما أشرت آنفا- تواقين لمعرفة أسباب أزمة الكهرباء..
لكن هل من السهولة بمكان بالنسبة للحكومة تدبير هذا المبلغ بعد أن شهدت البلاد فترة شح فيها الدولار ما أدى إلى ارتفاع سعره؟!
لا أعتقد أن الأمر سهل لكن في جميع الأحوال الدولة حريصة على مصالح مواطنيها وبالتالي تتولى تدبير المبالغ المطلوبة.. بصرف النظر عن الأسباب والمبررات الاضطرارية كانت أم طبيعية..
على الجانب المقابل.. لا ينبغي أن نمكث جميعا في مقاعد المتفرجين بل كل من يستطيع مشاركة الدولة في هذا الصدد عليه ألا يتأخر أو يقدم خطوة ويؤخر أخرى.
مثلا.. أبناؤنا في الخارج مطالبون بأن يزيدوا من تحويلاتهم وألا يخضعوا لإغراءات السوق السوداء التي يتنافى مجرد وجودها مع أصول الدين وقواعد الأخلاق ومبادئ الانتماء للعزيزة مصر.
كذلك.. المصدرون على اختلاف نوعياتهم وتباين تخصصاتهم ينبغي عليهم بذل الجهد تلو الجهد ليضاعفوا حجم الصادرات خصوصا وأن الحكومة تقدم للمتميزين منهم حوافز لا بأس بها.
نفس الحال بالنسبة لأصحاب رؤوس الأموال الذين تؤكد الدولة مرارا وتكرارا بأنهم مشاركون في خطط التنمية ومن ضمن تلك المشاركة تشغيل المصانع ورفع كفاءة الإنتاج.
صدقوني إذا سرنا جميعا على نفس هذا النهج فسوف نتخطى كشعب وحكومة كافة أو معظم العقبات والصعاب.
(حزب الله.. وإسرائيل وسياسة اللاسقف)
الآن اسمحوا لي أن أنتقل بكم إلى بلد عزيز وشعب صديق كل فرد من أفراده يبدي من المشاعر تجاهنا ما يجعلنا حريصين على عدم الإضرار بهم أو تعريضهم لويلات حرب هم بكل المقاييس ليسوا على استعداد لتحمل عواقبها الوخيمة.
ودعونا أولا نسترجع تحذيرات الرئيس عبد الفتاح السيسي من توسيع دائرة الصراع لأن الرئيس يدرك جيدا أن ذلك لو حدث -لا قدر الله- لتطايرت شرارات النيران في مناطق شتى ومن بينها لبنان بطبيعة الحال.
ها هو الأخ حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني يصدر كل يوم تصريحات نارية ضد إسرائيل محذرا إياها من شن أي عدوان ضد
لبنان وإلا سيتم مواجهتها مواجهة ضارية ودونما أدنى سقف.
نفس الحال بالنسبة لسفاح القرن بنيامين نتنياهو الذي يقول إن الرد على حزب الله اللبناني سوف يكون قاسيا وشاملا وبلا أدنى حدود بالضبط مثلما حدث مع حركة حماس الفلسطينية.
طبعا.. مثل تلك التصريحات المتبادلة قابلة أن تتحول إلى حرب جديدة تضيف كارثة أخرى إلى كوارث اللبنانيين الذين لا يستطيعون حتى الآن تشكيل حكومة دائمة واقتصاد بلادهم في الحضيض.
ثم..ثم.. فإن حزب الله أولا وأخيرا لا يمثل كل اللبنانيين ولكنه في كل مرة يفرض نفسه فرضا حتى تقوم الدنيا ولا تقعد إلا بعد سقوط آلاف الضحايا والجرحى والمصابين.
على الجانب المقابل فإن بنيامين نتنياهو في وضع لا يحسد عليه داخل إسرائيل ويكفي أن المتظاهرين يحاصرون منزله في القدس ويرفضون الانصراف إلا بعد رحيله إما بالإقالة أو الاستقالة .. ليس هذا فحسب بل إن الجيش الإسرائيلي ذاته بات منقسما على نفسه.. يعني باختصار شديد أي حرب جديدة يخوضها قد تلقي فوق رؤوس العصابة الحاكمة بكوارث ومصائب ليست في الحسبان.
لذا.. استنادا إلى كل تلك الحقائق فليكف الطرفان عن استفزاز كل منهما للآخر وإلا فالخسائر ستكون وخيمة وجسيمة في آن واحد.
(لاجئون .. ولكن)
أخيرا.. لم يكن ملائما أن يمر هذا التقرير دون التعرض لجريمة أو جرائم اللاجئين السودانيين أو كما نسميهم الضيوف.
لقد كشفت نائبة مجلس الشعب ميرفت عبد العظيم واقعة خطيرة قام بها مواطن سوداني جاء إلى مصر باعتبارها ملاذا للأمن والأمان وبلدا يقيم بين أحضانه الجيران أو غير الجيران الذين اضطروا إلى مغادرة ديارهم بعد الاقتتال الدائر عندهم.
النائبة ميرفت فجرت القضية التي مؤداها أن طبيبا سودانيا جاء لمصر فقام باستغلال كرم الضيافة أسوأ استغلال.. حيث تجرأ وضرب بالقوانين عرض الحائط وأخذ يجري عمليات ختان لفتيات ممن لا يزيد عمرهن على ثماني سنوات.
إنها جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لاسيما وأن هذا الضيف ليس هو الوحيد من بين السودانيين الذين تجاوزوا حدودهم ويحاولون ضرب قوانيننا في مقتل.
عموما.. سوف نرى ماذا ستسفر عنه تحقيقات النيابة التي قالت وزارة الصحة إنها أبلغتها بالواقعة المؤسفة لهذا الضيف وإن كنت أرى أنه لا يستحق هذا الوصف..
و..و..شكرا