**يبدو أن المباريات الخمسة عشرة التي ينبغى على الأهلي لعبها بين مؤجلات وأخرى في الميعاد حتى يستطيع أن يحسم بالعلامة الكاملة- كما نرجو -درع الدوري هذا العام ويقتنصه من بين أنياب بيراميدز الذي زحف ماكرا طوال الفترة الماضية ومازال ليحصل على الثلاث نقاط مهما دخل مرماه في البداية من أهداف !
**يبدو أننا أمام دراما رياضية مليئة بالإثارة والفكاهة والطرائف وأيضا تباين في الأداء بين ممتاز ومقبول ..
وهي درجة لا تمنحها رابطة الأندية لكن الجمهور الذي احتار دليله مع المدربين واللاعبين : فهذا اللاعب الذي يتألق اليوم يختفي المباراة القادمة ..يتمنى من مدربه أن ينعم عليه بالتغيير ..قدماه ثقيلتان..تفاهمه مفقود ..جهوده ضائعة بدون حدود وربما تسبب في ضربة جزاء او طرد او تسجيل هدف للمنافس كما حدث اليوم مع اللاعب الموهوب محمد عبد المنعم والعائد بعد راحة ليساعد -دون قصد -فاركو المكافح كي يسجل هدفا في مرمى الشناوي ولا أبدع! ولحسن الحظ كان حسين الشحات قد سجل قبلها هدفين جميلين بتوقيع وسام ابو علي في منتصف الشوط الاول والثاني بتوقيع طاهر محمد طاهر قبل ربع ساعة من الشوط الثاني ..
**وتحول الحكم قمر الدولة من مشاهد لجرعة الدراما الرياضية اليوم إلى مخرج ومنتج بل وممثل يذكرنا برياض القصبجي ومحمود فرج وباقي شلة فتوات الدرجة الثالثة في السينما المصرية ..
وعندما لمح أن فاركو قد استأسد أمام الأهلي واعتقد أنه يستطيع اقتناص التعادل والحصول على نقطة ثمينة قد تنفعه في مشوار الهبوط ومع تغييرات كولر المتأخرة والتي اعتقد انها من باب تحصيل الحاصل..فما معنى ان تدفع بلاعبين اثنين بمقدرة اليو ديانج ومحمد هاني في الدقيقة ٩٠ ولهما العذر أنهما لم يكملا التسخين اللازم؟؟
فانتهز قمر الدولة المتعاطف الفرصة ليعطي ٦ دقائق وقتا بدل من الضائع امتدت إلى نحو ١٠ دقائق على أرض الواقع ولم يطلق صفارة النهاية إلا بعد يأسه من فاركو وامكانية إدراك التعادل على الرغم من انه يضم اثنين من أفضل لاعبي الزمن الجميل هما عمرو جمال في الهجوم ورامي صبري في الدفاع..
**اعتقد أن التحية واجبة لمدرب فاركو احمد خطاب الذي تصدى خلال أسبوعين لغرور الخواجة كولر أو لنقل “ثقته الزائدة بالنفس” ولعب أمامه مباراة في الشطرنج تؤكد أنه مدرب موهوب يحتاج إلى فرصة مع فريق من الموهوبين الشباب وساعتها اتوقع ان يحقق نتائجا لا تقل نجاحا عما فعله إيهاب جلال وعلى ماهر وحسام حسن الذي يدرب المنتخب القومي الآن.
**أعتقد ان خطاب قد فهم اللعبة ونزل بخطة تؤكد معرفته بشخصية كرة القدم وعناصر الإمتاع فيها في مباراة ينتقل اللاعبون فيها كقطع شطرنج – هنا وهناك -ويحاولون اغتنام أي فرصة تسنح للتسجيل والكل يحمل حافزا للأداء الجميل وبذلك تمكنوا من خطف الكاميرا من لاعبين تقدر أثمانهم بالملايين و نجح اللاعب الافريقي في اقتناص كرة عبد المنعم وسجل هدفا لا يسأل عنه الشناوي على سبيل المثال.
**صحيح أن المباراة انتهت بفوز الأهلي بالعلامة الكاملة حتى الآن -وثبت قدميه في المركز الثاني- وإن لم تكتمل الفرحة اليوم بانتهاء مباراة سموحة وبيراميدز بالتعادل الايجابي لذا لم يحصل الأهلي سوى على ٣ نقاط ويتواصل السيناريو الدرامي لدرع الجبلاية على أن يكون فض الاشتباك في مباراتي الأهلي وبيراميدز القادمتين..
**لا مناص من الانتظار حتى ١٧ اغسطس لنعرف النهاية السعيدة لمسلسل الدرع الحائر إلا إذا حدثت مفاجأة وتعثر بيراميدز أو الأهلي لأي سبب وهو الأمر الذي لا ينفع معه -وفي تقديري والجمهور الحبيب- أي شماعات لأن بيراميدز يلعب بفريق جيد ومستقر..يزحف بقوة نحو الدرع والأهلي -رغم الاصابات والغيابات- لديه من اللاعبين الموهوبين والمميزين الذين يستطيعون التسجيل في الملمات ولعل أحدهم اليوم -حسين الشحات- صاحب الثلاث نقاط
وإن كان الجد موديست سيغيب عن هذا المسلسل لأنه عقده سينتهي خلال أيام ..
يرحل او يبقى في نادي آخر..كالعادة مفتوحة هي كل الاحتمالات!!
صالح إبراهيم