الفتاة الكسولة أكثر النساء غزارة في العاطفة وأخصبهن تشبٌعًا بالأنوثة، الكسل رديف الدلال غالبًا، وعلى مرّ العصور تولد الأنوثة الفائقة من رحم الفتور . فكلما كانت المرأة أكثر ميولًا للكسل تكون أكثر نشاطًا في الحب، والعكس صحيح غالبًا، فكلما ازداد شقاءها في العمل؛ يٌرهق جسدها؛ ويزدحم خيالها بالكدر؛ فتجفّ ضروع الحنان داخلها، وتنخفض طاقة العشق في قلبها وربما تجف حتى يتلاشى الأثر..!
الكسل : احتجاج الأنوثة ضدّ التزامات الحياة الخانقة. الكسل تمرد الفتاة المدللة؛ انتصارًا للأنوثة المهدورة، الكسل هزء الدلال من قسوة العمل
والأنوثة الثرية هي حفيدة الكسل اللذيذ وبالمقابل فالكسل هو الوليد الشرعي للأنوثة الصاخبة..
فحين يٌضرب جسد الأنثى عن العمل تتكدس الطاقة في روحها فيغدو القلب أكثر سيولة في العاطفة، ومتى ما أجهدت المرأة نفسها في العمل يتخشب جسدها ويصاب قلبها بالخشونة فتفقد أجمل عناصر الأنوثة..
لم تخلق الأنثى للكدح ولا تقوى طبيعتها على الأعمال الشاقة. وإذا ما أجبرت المرأة على عمل يناقض طبيعتها؛ تفقد طبائع الأنوثة الأصيلة، تقسو ملامحها، وتصير نبرة صوتها شاحبة؛ فتصاب بالبرود وتتحول لضابط غليظ الطبع، جلف وحاد وباعث للوحشة والنفور..!
الأنثى كائن منحوت من زهر وماء، فلا تخنقوها بما لا تطيق، حواء لم تخلق لهذا، حواء خلقت لغرس الورد، وقطف العنب، والمنام على الحرير، خلقت لتعديل ملوحة البحر، والتحرش بخيالات الشعراء ، خلقت لتربية الحمام ورعاية القطط، جاءت هنا؛ لتخفيف قسوة الطبيعة وحراسة الليل من الوحشة، خلقت لترتيب انتشار الضوء عند الفجر، وملاطفة اليمام على ضفاف النهر، وخلقت أيضـا؛ لطهو الأغاني عند المساء ومحاصرة الملل بالرقص حتى مطلع السحر.
من أجل هذا خلق الله الأنثى، ولن تٌجيد الطفلة أداء هذه الأدوار؛ إذا ما كانت منهكة بالعمل أو تعيش محاصرة بصرامة الزمن وقيود الأعمال الثقيلة، فتلك مهام سائلة لا تتقنها جيّدا سوى الأنثى الكسولة والمنفلتة عن قيود الالتزام، الأنثى المتخففة من الأعباء، الطفلة الطليقة التي تنام بلا مواعيد، وتأكل على سريرها بلا انتظام، تغفو متى شاءت وتصحو متى أرادت، تخرج للتنزه بشكل مفاجئ، وتترك دولابها مبعثرًا، وتنعس في المطبخ ولا تخش أن ينهرها أحد، وحين يعود حبيبها تنهض وتتحرك أمامه ببطء مثير، تغني له بغنج ساحر ثم تحشو فم بالقبل وتتركه بلا عشاء، تطعمه عبارات من الغزل فيتساقط في حضنها سكرانًا، ثم يذهب ليجلب طعام من الخارج ويعود ليأكل معها، يٌلقمها إلى فمها وهو يضحك، يلهو بحضرتها راضيًا عنها، يتفهم كسلها ويعرف أن الأنوثة لا تقوى على الشقاء فلم يخلقها الله لغير النوم والغزل وشيء خفيف من العمل وكثير من اللهو والكسل.!
اختاروا من النساء أكسلهن، قد تجوع بطونكم معهن أحيانًا، نعم؛ لكن هذا أمر بسيط يمكن تدبره، فالأهم من ذلك أن قلوبكم لن تجوع ولن تعرفوا العطش للحب في حضرة النساء الكسولات، الصبايا المتمردات عن العمل، والثائرات في العشق على امتداد الزمن.!