شهد ستاد القاهرة اليوم اختبارا فنيا جديدا على مسيرة دوري النيل (دوري نايل) بفرمان من كولر الذي سافر بعد اتفاق مع كابتن الخطيب في إجازة سويسرية ..كشف الأهلي عن ملامح ذلك الاختبار الذي يقضى بمنح مسئولية المباريات الثلاثة المتبقية من الدوري لشباب الأهلي بصفة رئيسية يدعمهم عددا من اللاعبين القدامى : منهم من عاد من الإصابة ومنهم من كان يستعين به كولر عند الملمات ولدقائق معدودة مثل أفشة وكهربا وأحمد عبد القادر الذين لم يخذلوا مدربهم أو ناديهم وبالفعل سجلوا أهدافا حاسمة في الوقت بدل الضائع .
**ويبدو أن مجدي عبد العاطي المدير الفني لزد – الصاعد إلى أندية الكبار في الدوري -قد بلغه هذا الأمر ولأن طموحه لا يتعدى الدخول إلى المربع الذهبي إن حدث فقرر هو الآخر أن يريح عددا كبيرا من لاعبيه مع مجموعة تلقوا الإنذار الثالث أو أصيبوا في المباريات الأخيرة ..فتحولت المباراة في الاستاد إلى لجنة امتحان للشباب يواكب اليوم العالمي لهم (١٢ أغسطس ) ..جاءت المباراة امتحانا علنيا من خلال تمريرات وتهديدات وسباقات للسرعة ولكن الصغار لم يصلوا بعد إلى مرحلة الآهات التي تثير الإعجاب.
**خيم على جو اللجنة ذلك التقليد الجميل من جانب زد للنادي الأهلي العريق الفائز بالدوري للمرة ال٤٤ فنظموا له ممرا شرفيا ..تبادلوا فيه التهاني والعناق الودي حيث أننا لا نستطيع ان ننكر ان زد هو أصغر ولاد العم للنسر الأحمر ويتولى مهمة الإشراف الفني على الكرة مجدي عبد العاطي ومدير الكرة وليد صلاح الدين..خليفة محمود الخطيب والاثنين من خريجي مدرسة الأهلي بالتأكيد.
**توقعت مباراة ساخنة تصول وتجول فيها روح الشباب..خاصة وانا استمع لمحلل القناة الرياضية وهو يتنبأ لزد باستمرار سياسة ضم المواهب الشابة من الأندية الاخرى أو جذب الموهوبين المحليين لقطاع الناشئين ليصنع منهم فريقا متكاملا يقدم كرة مصرية مختلفة ..نتائجها طيبة..تسفر عن تحقيقهم الدوري خلال ٣ سنوات على الأكثر !
**أدار عبد العاطي وقمصان المباراة ..كل مع فريقه بنفس الأسلوب تقريبا واقتربت نسبة الاستحواذ مع تقدم الاهلي ٥٥-٤٥% وبحكم المهمة الصعبة التي تمثل عبئا على لاعبي الأهلي المختارين…لمسنا العزيمة والرغبة في الفوز أكثر عند أصحاب الفانلة الحمراء خاصة بعد ضربة الجزاء الغريبة التي صمم الحكم المستجد إبراهيم محمد على احتسابها رغم الذهاب إلى الفار الذي أشار عليه بأنها خارج المنطقة..
الحمد لله كانت السماء رفيقة بالحارس الشاب مصطفى مخلوف الذي وجد نفسه فجأة مسئولا عن عرين الأهلي بعد الشناوي العملاق وشوبير نجم الشباك وحمزة علاء حارسنا الأوليمبي المشتاق لتصحيح صورته بعد الخسارة الناريخية أمام المغرب في الأولمبياد..
تعاطفت إرادة السماء وتصدى القائم للكرة وفي الدقيقة ٨٥ يسخن الفولت العالي ويسجل هدفا قبل نهاية المباراة.
**وعلى الرغم من غياب كولر ..نفذ قمصان تعليماته وبدأ أول تغييراته في الدقيقتين ٧٨ و٨٥ وجاءت كلها لصالح اللاعبين الشباب الذين شرفهم في التمثيل اليوم محمد عبد الله وكاد أن يسجل هدفا جميلا..
وخلال هذه التغييرات قال أفشة “أنا هنا ” بتمريرة ولا اروع تلقفها العائد من الإصابة أحمد عبد القادر هدف الاطمئنان..لذلك لم يتأثر الاهلي كثيرا بهدف زد الذي سجله مصطفى سعد ميسي في الدقيقة ٨٧.
** انتهت المباراة وسعد كهربا بالتأكيد بحصوله على لقب رجل المباراة -الذي يعني له ولنا الكثير – وأعتقد أن الفريقين الأهلي وزد نجحا في التجربة الشبابية بالاستاد إلى حد كبير وكان من الممكن أن تنتهي المباراة بالتعادل او بهدف لأحد الفريقين لكنها حققت مكسبا مهما يشير لمسئولي الاندية الجماهيرية ضرورة الاهتمام بالناشئين كحل سليم وبداية لخيط الإصلاح الذي نرجوه للكرة المصرية بعد تجربة أولمبياد باريس الأليمة التي أحزنت الجميع.
صالح إبراهيم