حنين ، نعم هذا تسمي الذي أحبه كثيرا،لكن للأسف الشديد لم أنل من معناه سوى الحروف .
حين كنت صغيرة كانت لي أمنيات كثيرة أهمها أن يحبني أبي مثلما يحب أخي ،نعم إنه أخي الوحيد الذي استحوذ على قلبه ،
أشتاق كثيرا لأمي لحضنها كلماتها لمستها التي لم تفارقني في خيالي حنانها تعاملني كقطعة نادرة هكذا كانت تقول لي ،
كنت طفلة صغيرة لكن كبرت قبل الأوان في غيابها عني .
عشت وحيدة رغم وجود أبي وأخي
كان كل تركيزي على دراستي لم يشغلني عنها ما كنت أعانيه أصبحت مصدر إلهام للكثير عكس أبي وأخي كانت نظراتهم لي تشعرني بأني لا أستحق ما وصلت إليه أنهيت دراستي الجامعية كنت الأولى على دفعتي ،صرت أحمل لقب الدكتورة الملاك نعم هكذا كان يناديني الدكتور مراد .
انتهى حفل التخرج كنت وحيدة كالعادة تذكرت أمي هذا كان حلمها أن تراني بلباس التخرج حاولت التظاهر بالسعادة لكن دموعي سبقتني وغادرت الحفل
دخلت غرفتي واسترسلت في البكاء
سمعت أخي يقول من تظنين نفسك هل صدقتي أنك دكتورة تعالي حضري العشاء وبعدها أكوي لي ملابسي، فتحت باب غرفتي لأجد يده تهوي على وجهي بصفعةوأخذ بشدني من شعري
دخل أبي وصار يصرخ في وجهي
اِعتقد أنني من بدأت الشجار مع أخي وضربني دون سبب، لم يرى آثار الصفعة على وجهي شعري الذي صار بيد أخي هاتفي المكسور الملقى على الأرض ، لم أخبره أن أخي كسره لأنه لم يسألني..ولكن صرت أتجنب الحديث مع أخي منذ هذا الوقت.
ولأنني كنت ألازم الصمت دائما لم يكن لدي خيار، في كل شيء كان أبي يلازم أخي في كل شيء مابقي من بعده يكون لي
لأنني لا أشكو، لا أتكلم ولا أُبدي اِعتراض.
تقدم الكثير الشباب لخطبتي وكنت أرفض في كل مرة وهذا ما زاد جنون أبي، أخبرته أني لست بحاجة لرجل مثله هو وأخي في حياتي انا ناجحة جدا في عملي ولا أريد الزواج .
لم أشك لوالدي من شيء قط، استمريت في عملي رغم معاملة أخي السيئة لأعوام في بداية العام الجديد ، قررت أن أغير من حياتي ولن أرضخ لمعاملة أخي السيئة بعد اليوم.
ألقى أبي اللوم عليّ كالعادة لأنني لم أستطع تحمل الحديث مع أخي ، لم يسألني عما شعرته خلال تلك السنوات، كل ما كان يشغله قوله لم تستطيعي إنجاح علاقتك مع أخيك فشلت في إسعاد عائلتك أنت لست بارة بوالدك لست أختا صالحة لن تجدي رجلا ، لم يتوان أبي عن سرد عيوبي أمام الملأ، عدم معرفتي به تحضير الطعام نسياني المتكرر دون سبب، رفضي الجلوس معه هو وأخي .. تأخري بسبب عملي في المستشفى فشلي في الزواج والبحث عن المتاعب هذا هو أبي في كل مرة.
لم يفهم ابدا أنني ما نسيت شيئا إلا بدافع خوفي البوح بها خوفي من الأشياء التي عشتها معهم وأنه ما كلف نفسه عناء سؤالي عن السبب، لم يقدر وقوفي بجانبه في أزمته لأكثر من عشر سنوات لم يرى تعبي لأجله هو وأخي في تحضير طعامهم المفضل، لم ير حبي له حبي الذي كنت اخفيه فقط خوفا منه رأى فقط صمتي ولم يرَ الجزء الآخر منه، لم يفهم أنني لم أتوافق أبدا مع معاملتهم السيئة رغم محاولاتي اللامعدودة في التقرب منهم، لم يحبني أبي ولم يبدي أي قبول بوجودي معهم..ولم يعطوني أي فرصة للشكوى، لم يسألني أبي عن ألواني المفضلة، طعامي المفضل، الأماكن التي أود زيارتها، ما أحب وما أكره..كان يرى أن كل شيء يجب أن يدور حول مركز الحياة “اخي “..هو ولا أحد بعده.
لذا حين فاض بي الأمر قررت الابتعاد
غيرت مكان عملي اتصلت بخالتي لتأتي للعيش معي وبدأت حياة جديدة تغاضيت كثيرا عن عيوب أخي
حينها ظن أنه بلا عيوب وأنني المخطئة الوحيدة، ولأول مرة بحياتي..لم أكترث ،ولم أفكر في مصير هذه العلاقة التي تربطني بأخي
أتمنى أن تتغير الحياة يوما ما، أن أكتب قصة جديدة ألقي بها الضوء على الطرف الصامت بداخلنا ..الطرف الملازم للصمت، أن نمنح فرصة للحديث قبل الحكم،وأن نشعر بمن هم في مثل حالتي بأن له الحق في الحديث، والتعبير عن نفسه أن يكون أحدهم يكترث ويتعب لأجله، لأن في هذه الحياة يربح الطرف الذي يجيد الكذب والبكاء،والتلون.
عشت وحيدة وفي صمت حين ساءت حالتي طلبت مني خالتي أن أسافر لمكان جديد ،بعد إلحاح منها قررت السفر ، اخترت ألمانيا كوجهةلي
كل شيء يبدو على ما يرام في هذه الرحلة غير ذاك الرجل الذي لم يكف عن مراقبتي بطريقة خفيّة طوال الخمس ساعات مدة الرحلة ، كنت أراه رجلا مفتول العضلات طويل القامة يرتدي مملكة ونظارات سوداء كان يراقبني طوال الوقت رغم أني حاولت تجاهله ، كان يراقبني أثناء حملي لكتابي المفضل
- على الرف الثاني جهة اليمين كنت أضع قهوتي ، أكثر التحديق بي تحت نظاراته السوداءتصنعت اللامبالاة رغم انشغالي من يكون .
سمعت كلمة مازلت جميلة وبريئة كما عرفتك منذ سنوات،استغربت كلامه
من يكون؟
هل يعرفني؟
كان الفضول يقتلني لمعرفة من يكون ، من هو هذا الشخص الغامض ؟
نزع عنه النظارة وقال بصوت أشبه للهمس ألم تعرفيني ؟
حركت رأسي بلا، نزع الكمامة وابتسم قائلا والآن عرفتي من أكون؟
دكتور مراد هذا أنت، أجابني بابتسامة فيها الكثير الحب عندك نعم هذا أنا أيتها الدكتورة الملاك!
هل من مشكلة؟
رفعت راسي بسرعة وقلت بصوت مضطرب لا
لم أستطع تفسير ما كنت أشعر به
توقف لدقيقة قبل أن يخبرني بأنه بحث عني طويلا منذ سنوات قبل سفره لألمانيا بعد وفات والده أخبرني أنه لم يستطع العيش لوحده بعد رحيل والديه فقرر السفر.
كنت أستمع كلامه بقلب يشعر بالحنين والشوق فاجأني وهو يقول لم أستطع العيش في بلد أنت لست فيها لم أستوعب كلامه، صرت احدق به كالبلهاء، أخبرني أنه يحبني وبحث عني طويلا حينها شعرت بأن روحي ردت لي، جلس بجواري وسألني عما إذا كنت موافقة على ما طلبه مني، وحين بدأ هو بالكلام عن ايام الجامعة تذكرت كل شيء أخبرتني به صديقتي ، بأن نظراته لي كانت مميزة
لا أعلم من أين أتتني تلك الطاقة الغريبة التي دفعتني لقول كل شيء كنت أشعر به دون تردد أو خوف كان يستمع إلي باهتمام ولم يبعد عيناه عني ،أنهيت كلامي ،ليرد قائلا أين كنت طوال هذه الفترة لماذا تتصنعت اللامبالاة رغم انشغالي من يكون .
سمعت كلمة مازلت جميلة وبريئة كما عرفتك منذ سنوات،استغربت كلامه
من يكون؟
هل يعرفني؟
كان الفضول يقتلني لمعرفة من يكون ، من هو هذا الشخص الغامض ؟
نزع عنه النظارة وقال بصوت أشبه للهمس ألم تعرفيني ؟
حركت رأسي بلا، نزع الكمامة وابتسم قائلا والآن عرفتي من أكون؟
دكتور مراد هذا أنت، أجابني بابتسامة فيها الكثير الحب عندك نعم هذا أنا أيتها الدكتورة الملاك!
هل من مشكلة؟
رفعت راسي بسرعة وقلت بصوت مضطرب لا
لم أستطع تفسير ما كنت أشعر به
توقف لدقيقة قبل أن يخبرني بأنه بحث عني طويلا منذ سنوات قبل سفره لألمانيا بعد وفات والده أخبرني أنه لم يستطع العيش لوحده بعد رحيل والديه فقرر السفر.
كنت أستمع كلامه بقلب يشعر بالحنين والشوق فاجأني وهو يقول لم أستطع العيش في بلد أنت لست فيها لم أستوعب كلامه، صرت احدق به كالبلهاء، أخبرني أنه يحبني وبحث عني طويلا حينها شعرت بأن روحي ردت لي، جلس بجواري وسألني عما إذا كنت موافقة على ما طلبه مني، وحين بدأ هو بالكلام عن ايام الجامعة تذكرت كل شيء أخبرتني به صديقتي ، بأن نظراته لي كانت مميزة
لا أعلم من أين أتتني تلك الطاقة الغريبة التي دفعتني لقول كل شيء كنت أشعر به دون تردد أو خوف كان يستمع إلي باهتمام ولم يبعد عيناه عني ،أنهيت كلامي ،ليرد قائلا أين كنت طوال هذه الفترة لماذا تركتني وحيدا، كنت أبحث عنك في كل مكان وفي عيون الكثيرين لكني لم أجدك ،كان لدي أمل كبير أني سألتقي بك يوما ما
عدت إلى ذكرياتي أيام الجامعة لأخبره بما فعلته بي الأيام في غيابه عن حياتي
شكوت لأول مرة، أخبرته بكل شيء ولا أعلم كيف بدأت الكلمات تخرج من فمي شيئا فشيئا؛ فشكوت له حياتي مع أبي ، أخي عمتي، الأيام بل الأعوام التي لم أشعر بهم سوى بالخوف، هاتفي المكسور صفعة أخي وآثارها التي لم يرها أبي على وجهي ،رغبتي في البكاء ، في الشكوى ، دائما كنت وحيدة كان يستمع لي وهو يمسك بيدي كان الحديث معه أفضل شيء فعلته بحياتي..
لم ولن أنس ما فعله مراد ابدا . لأول مرة قررت تغيير حياتي.. كان قراري بفضله ،أن أتعلم كيف أكون قوية و أواجه هذه الحياة
حينها لم أجد ما أقول له سوى أحبك
مراد كثير الحديث عن السعادة ،عن الحياة المشتركة ،عن طريق الحب اللا مشروط ،عن العطاء دون انتظار المقابل من الطرف الآخر .
أراني صورة الحياة ذات الألوان وقعت في حبه فورا، وأغرمت بالحياة التي أنجبت رجلا مختلفا عن أبي وأخي، رجلا ليس له علاقة بعالم الذكور .
وأنا معه أشعر كأني القطعة الأخيرة من حلواه المفضلة،
وأنا معه أشعر أني أهم امرأة على سطح الأرض، وجوده بجانبي علمني أن لحديثي معنى، ولكلامي أهمية.
شعرت أن الحياة تستحق أن نعيشها لكن بطريقة أخرى.
نعم نحن نستحق الأفضل ،هذا ما كان يرده دائما، نستحق الحياة الخالية من الهموم، نستحق إبتسامة صادقة ،وحب حقيقي.
طلب مني الزواج بطريقة أشبه بقصص الأميرات، قال ضاحكا، هل تقبل مولاتي أن تكون سيدة على عرش قلبي ! هل لي هذا الرجل البسيط حظ أن يكون معك بقية حياته، هل من حق هذا الجسد أن تردي له الروح التي كانت غائبة عنه لسنوات؟
حين وافقت على الزواج لم أعرف ماذا أقول، حدد هو موعد الزفاف كان أول أيام شهر آذارمارس
حين سألته لماذا اخترت هذا اليوم بالذات أخبرني إني سأولد من جديد وأنا معه أشعر بحياة أكثر روعة، حياة رسمت لي ومن أجلي أنا
حياة كتبت حروفها من تواشيح الهوى، حياة كانت بمثابة الروح لجسد حنين القلب الصامت ،ومراد الذي صار الروح لجسدها المتعب كما يحلو لها تسميته مراد الروح