أمهلني أيها المطر الاكتفاء
من قطراتك المشاكسة،
أمهلني المكوث إلى جانب البوح،
أرخي سدول كلماتي.
اشتقتُ إلى نبرة صوتها، للأحياء هامسة.
وإلى لحظات الضوء حين ينعكس على الأرواح،
أنا أبحث في الحلم عن أبواب السماء،
تدلّني على جذور الغيث..
لتنتشي أيامي البائسة.
هذا الماء المنسكب على لحظاتي العطشى،
تتوق منذ أزل إلى رائحة التراب الندي.
لتبتل الروح فتكتفي من ظمأ الموت.
الروح الثكلى تعانق النسيم الممزوج بالطين..
تراوغ لحظات الانعتاق اليائسة.
بلمسة تداعب وتر موسيقى لبتهوفن..
في المقهى المطل على الريح،
هل استعذبتم مسمعها كما أنا ؟
وكزوار الطاولات المجاورة اليائسة؟
ذكرى المطر عنوان حياة..
وفرار من وحشة جفاء.
إلى جانبي،
تسامر القطرات قطة هائمة مستأنسة.
القطرات باغتت وجه أمي في جحر الدار،
وانسكب الزرع على قبر أبي اليابس مذ لسعة الزمان.
من منكم لا يحفظ ذكرى للمطر؟
من منكم تناسى أول قطرة على الجبين؟؟
بفم يشرب الماء وجهه للسماء بعيون عابسة،
في هذا المساء كان لي موعد مع الغيم المثقل بالماء.
استعرت منه انتعاش لحظة حظ،
بعدما زارني الغيم استسلمت للحياة
في لحظة انتشاء لعيوني وهي ناعسة.
عفاف
هكذا تفجر ضوء في سماء هذا المساء على حين بغتة، لتنفرج الصدور بقطرات من نور الله على الأرواح،في شوق للريح تحمل بين طياتها نسمات المطر العليل. وأنا في المقهى المجاور للروح.
فباح الفؤاد…