تنامي نفوذ الغراب ، دانت له طيور الغابة بالولاء، محاطا پأفراد عصابته من الغربان تترنم بمجده ليل نهار ،مع إقصاء الكروان فقد كان يزعجه تغريده وترنيمه الدائم الملك لك لك يا صاحب الملك لك ،أصدر أوامره بأن تنتف ريشة من جناحه إذا استمر في تغريده بتلك الطريقة ،لم تقصر الغربان ونفذت أوامر سيدها حتى فقد الكروان ريش جناحيه ولم يعد قادرا على الطيران أو التحليق في السماء مما اضطره للبحث في أرض الغابة ومخلفات بقية الحيوانات للبحث عن حب يقتات به وطيور الصغار ، مستمرا في ترنيمه الملك لك لك مما زاد في غيظ الغراب آمرا أتباعه بنتف ريش جسمه ،حتى أصبح جميع عاريا خاليا تماما من الريش، ثارت بقية الطيور تألما لما حدث مع الكروان فأجمعوا أمرهم وهددوا الغراب بأن يشتكونه الصقر ،سخر الغراب ،أعماه الغرور، طار لعش الصقر ،معتليا ظهره ،أخذ ينقر رأس الصقر ،مما دفع الصقر أن يترك له العش تأففا منه واحتقارا فلا يريد أن يذكر الغراب مقترنا باسم الصقر معتبرا أن هذا يقلل من هيبته ، لم تجد الطيور حلا إلا الشكوى للنسر الملك مما استفز الغراب ، أعماه الغرور والكبر حلق لعش النسر معتليا ظهره ،أخذ ينقر في رأسه ، بكل ثقة حلق النسر عاليا وعلى ظهره الغراب الذي يواصل نقر رأسه ،لم يستطع الغراب تحمل تلك الارتفاعات ليصاب بدوار فلم يتمالك نفسه ليسقط فترتطم رأسه بصخرة ليموت ، وأعقبها هجوم النسور والصقور على الغربان حتى قتلوا منهم عددا كبيرا مما اضطر الباقين للهرب ،ساد الغابة السلام ،نما ريش الكروان،حلق بجناحيه في السماء يستنشق عبير الحرية مغردا مترنما الملك لك لك ياصاحب الملك لك.