في كتاب مسرح مابعد الدراما للمؤلف هانس تيس ليمان، ترجمة مروة مهدي عبيدو قام ليمان بوضع ضوابط للمصطلح الجديد ،إذ
١-وصف به الأعمال المسرحية التي ظهرت في أوروبا، في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، مستخدما مستهدفا استخدامه في تحليل وفك طلاسم شكل المسرح الجديد، الذي يزعم أن المصطلحات والمفاهيم الكلاسيكية لم تعد تنطبق عليه، من خلال تحليل عدد كبير من العروض، وأساليب الإخراج، التي ظهرت في أوروبا، ودفعت النقاد والمنظرين للبحث عن أدوات ومفاهيم مختلفة لتقييمها، والإمساك باختلافاتها عن الشكل المسرحي الدرامي التقليدي.
٢- مصطلح “مسرح ما بعد الدراما” عند ليمان، اطلقه على تلك العروض التي لم يعد النص المسرحي فيها أساسيا وموضوعا مركزيا، معتبرا النص واحدا من ضمن العديد من الوسائل المسرحية المختلفة، أي أنه لا يملك سلطة أو تمييزا عليها، مؤكدا على أنه يشير بهذا المصطلح، إلى القطع المسرحية التي تحتوي على “قوالب نصية غير درامية”، أي أنه يعتبره مصطلحا وصفيا وليس تقييميا.
٣-يشير ليمان إلى أنه يعني بمسرح ما بعد الدراما، المسرح الذي لم يعد يلتزم في المقام الأول بالدراما، كأولوية في العرض، أي المسرح الذي تراجع فيه دور النصوص الدرامية الأدبية، وحل محلها أشكال التمثيل والأداء، التي أفرزت بدورها جمالية مسرحية غير تقليدية، تعتمد في جوهرها على العارض/ اللاعب، باعتباره مركز العملية المسرحية. حيث لم يهدف مسرح ما بعد الدراما، إلى تقديم عرض مسرحي مخلص وأمين، تجاه النص الدرامي، بل إلى خلق تأثير ما لدى المتفرج، من خلال اللعب بالعلامات المكانية والبصرية والصوتية.
ومن هنا كان لابد من وقفة تفند تلك المزاعم والشطحات
الميتا دراما ..كلمة في الميزان
إن تلك الكلمة ليس إلا شطحة غريبة غربية هلل لها المولعون المتلقفون بشغف لأي تهاويم ولا أقول مصطلحات مسرحية ،وهي تنتشر على ألسنتهم كالنار في الهشيم ، متناسين أن المحور الأساسي لتحليل أي عرض مسرحي ينحصر في عملية إخراج أو كيفية التناول بكل أمانة فنية وإخلاص للنص الذي هو أساس وركيزة العمل الدرامي ،وكل مايخدم عليها من صوامت(الإضاءة بدرجات المختلفة ،والظل ،والديكور والاكسسوار والملابس..،) ونواطق(صوت ،صمت ،أغاني ،موسيقى مسرحية تصويرية، وحركات(من خلال الأداء المسرحي للممثلين أو الراقصين التعبيريين التي تندرج تحت مسمي فن تشكيل الصورة المسرحية ( السينوغرافيا) إنما هي وسائل مساعدة لمحاولة توصيل رسالة ومضمون العمل دراميا للجمهور في أجمل وأعمق وأيسر صورة .