:لابد أن تحضر معي الندوة وموضوعها عن تجربتي الإبداعية بمقر النادي الأدبي .
:كنت أتمنى حضورها ولكنني بصدق ماعدت أثق في تلك الفاعليات ، ولا في المكان نفسه ، لا دعني وشأني مفضلا أن أكتب عنها مقالا ،وعلينا أين نفكر سويا أين ننشره،لم تعد هناك صحف ورقية وقد فقدت قراءها ، إذن سأنشرها على صفحتي في الفيس بوك.
:أقدر لك هذا ولكنني أريد حضورك معي فلقد أرهقت نفسي كثيرا في تأمل تجربتي حتى أستطيع التحدث عنها حديثا وافيا ،وبحضورك أعلم أنك ستذكرني بما قد أنساه ،وسأصطحبك معي في سيارتي نذهب ونعود سويا .
: لكن.
:لكن ماذا ؟، دعك من الكسل .
: فليعينني الله ،عامة سأعد نفسي جيدا حتى تكون مساهمتي جيدة وفاعلة .
هاقد وصلنا ،وبخلفية المنصة لافتة تحمل نص الإعلان عن الندوة كما ورد في الفيس بوك وبعض مواقع وسائل الاتصال الاجتماعي تحت رعاية ……… رئيس النادي النرجسي متضخم الذات فلان الفلاني …..سطرين ثلاثة تسبق اسمه وتليه ..يحتل ثلثيها بالأعلى بخط كبير وفي الأسفل بخط صغير اسم صاحب الندوة ومناقشوه ،وعلى المنصة ستة كراسي يشغلها رئيس وأعضاء اللجنة وصاحبي ،وتلفت حولي فلم أجد إلا عددا من الحضور من كبار السن لايتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ،علمت أنهم ما أتوا ليحضروا الندوة ولكنهم ينتظرون رئيس اللجنة ليوقع على بعض الأوراق فاضطروا للحضور ،وما إن بدأت الندوة إلا و الخطب العصماء تتوالي في شكر رئيس النادي وقد ذيلها على عجالة الترحيب بنجم الندوة ،وتوالت رؤاهم النقدية تنهال كالسيل واتضح لي أنهم ما قرأوا من الأعمال الأدبية شيئا سوى المقدمات وظهور أغلفة الكتب ،سطحية وبلاهة وعجمة وتفيقه ولغة ركيكة مغلفة بالأخطاء النحوية ، تلفت حولي فوجدت الثلة القليلة قد استسلمت لغفوة مع شخير ، وأفقت على صاحبي يهزني في كتفي هيا بنا .