**من الصعب أن نجد ألفاظا أو مفردات عادية يستخدمها عادة المحللون في رؤيتهم لمباريات كرة القدم..خاصة تلك التي تتعلق ببطولة محلية أو قارية ..لأنها تسقط خلالها الرغبات الودية بالمستوى والأداء والاستحواذ إلخ..
لقد جاءت مباراة نهائي كأس السوبر المصري في ثوبه الجديد بين أولاد العم الأهلي والزمالك على ستاد محمد بن زايد في أبوظبي خارج التوقعات أو فلنكن أكثر دقة : إنها مباراة خارج الصندوق.
**نجح الفريقان في تقديم صورة مشرفة للكرة المصرية ٢٠٢٤ أمام الجماهير الغفيرة التي شهدت المباراة وأيضا الملايين التي تابعتها أمام الشاشات في كل مكان ويحق لنا نحن -الجماهير الصابرة- أن نسعد بالمباراة ككل ولكن تبقى لنا ملاحظات عديدة تتقدمها سوء الحظ الذي لازم الفريقين بإلغاء هدف لكل منهما بواقع التسلل وأيضا لندرة اللعبات الخطيرة من المهاجمين ولاعبي الوسط سواء المجيدين منهم أو المجهدين أو الذين لهم حسابات خاصة مع أحد الناديين ويريدون ترك علامة ما تنفعهم على مر الأيام وأذكر منهم يوسف أيمن الذي أدى ما عليه لكنه لم يحصل على ثقة الجماهير عندما أضاع ضربة الترجيح.
**وقبل ان نمضي في هذا التحليل لابد من الإشادة ورفع القبعة للزمالك وجهازه الفني لأنه استوعب صدمة الثلاثي الغائب وما أثارته من أقاويل ونجحت إدارة الزمالك بقيادة الرجل الطيب الكابتن حسين لبيب في امتصاص حزن اللاعبين ووجهتهم بحب وامتنان إلى نسيان كل شىء والسعي لتكرار الفوز بالسوبر المصري بعد الافريقي مؤخرا ولو بركلات الترجيح أيضا.
**ويهمنا القول أن الخواجة كولر قد استجاب مشكورا أو مضطرا لملاحظات ما بعد مباراة سيراميكا فاعتمد لأداء المباراة تشكيلا جيدا ارتاح إليه الجميع..
**وكما توقع المحللون قبل المباراة-بعد إعلان التشكيل- أن كولر سيضغط على الفريق الأبيض منذ اللحظة الأولى سعيا لإرباكه و التأثير السلبي عليه لينتهز الفرصة بلدغة أو الشحات او حتى رامي ربيعة لأن كلهم قادرون على إحراز الأهداف وبالفعل أدى هذا الضغط إلى خلق فرص خطيرة منها فرصتين تعاطف القائم مع عواد ليمنعهما من دخول المرمى وفرصة أخرى في الشوط الاضافي مرت بجوار خط المرمى دون ان تسكن الشباك .
**ويحسب للفريقين أنهما لعبا اليوم أكثر من ١٢٠ دقيقة بين “خد وهات” واحتفظ لاعبو الفن والهندسة بمرونتهم وتجلى ذلك في عدة فرص خطيرة لهم قبل نهاية المباراة وهو نفس ما حدث بشكل أقل من لاعبي الأهلي وخصوصا تاو قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني الذي أضاع هدفا لا يضيع قبل أن يتضح أنه في موقف تسلل.
**ويمضي الوقت مشوبا بتوتر الجماهير والمشاهدين حتى نصل إلى ركلات الترجيح مع علامة استفهام حول تغييرات كولر التي بدت لي شخصيا وكأنها مجرد أداء للواجب أو استهلاك لوقت المباراة بدليل أنها بدأت متأخرة عقب إصابة طاهر محمد طاهر ونتمنى له السلامة.
**وجاءت الإثارة الكاملة في فيلم ركلات الترجيح التي كان رجلها الأسد الشناوي حارس العرين الذي بعث الأمل في نفوس جماهير الأهلي بعد صده الركلة الثانية بعد أن لعبها بمكر حمزة المثلوثي وجدد أسطر تاريخه في البطولات بصد ضربة حاسمة للعم شيكابالا جددت أمل الأهلي في الكأس الغالية ليشرب الزمالك من كأس ركلات الترجيح الذي فاز به من قبل على ابن العم افريقيا وكذلك على بيراميدز في قبل نهائي هذه البطولة .
**ومع تهنئتنا للنسر الأحمر بهذه الكأس الجديدة والتي وضع لها اتحاد الجبلاية تطبق لأول مرة ..لابد أن نلفت عناية إدارة الأهلي والكابتن الخطيب أن هناك شيئا ما يمنع اللاعبين من التعبير الكامل عن مستواهم المعروف وهو أمر لا يحتاج إلى طبيب نفسي بقدر ما يحتاج إلى جلسة أبوية بين الخطيب ورمضان وكولر والفريق..
صالح إبراهيم