الاخبارية – وكالات
قللت إيران يوم السبت من شأن الهجوم الجوي الذي شنته إسرائيل ليلة السبت على أهداف عسكرية إيرانية، قائلة إنه لم يتسبب إلا في أضرار محدودة بينما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى وقف التصعيد الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الطائرات انتهت قبل فجر يوم السبت من شن ثلاث موجات من الضربات على منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى قرب طهران وفي غرب إيران.
وجاء القصف الإسرائيلي ردا على إطلاق إيران ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل في الأول من أكتوبر تشرين الأول الجاري، وحذرت إسرائيل طهران من الرد بعد هجوم يوم السبت.
ونددت إيران بالهجوم الإسرائيلي، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن لطهران “الحق في الدفاع عن نفسها وملزمة به” وإنها “تدرك مسؤولياتها تجاه السلام والأمن بالمنطقة”، وذلك في بيان اتسم بلهجة أخف حدة من البيانات الصادرة في موجات سابقة من التصعيد.
وقال الجيش الإيراني إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استخدمت “رؤوسا حربية خفيفة للغاية” لاستهداف أنظمة الرادار الحدودية في إقليمي عيلام وخوزستان وفي محيط طهران.
وقالت هيئة الأركان المشتركة للجيش الإيراني في بيان “مُنعت طائرات معادية من دخول المجال الجوي للبلاد… وتسبب الهجوم في أضرار محدودة”.
وقال ديفيد أولبرايت، وهو مفتش سابق في الأمم المتحدة عن الأسلحة النووية، إن صور أقمار صناعية منخفضة الدقة أظهرت على ما يبدو أن ضربة إسرائيلية أصابت مجمع بارشين العسكري بالقرب من طهران، مما ألحق أضرارا بثلاثة مبان، اثنان منها يستخدمان في خلط الوقود الصلب لمحركات الصواريخ الباليستية.
وقال ديكر إيفليث، وهو محلل أبحاث مشارك في مؤسسة سي.إن.إيه للأبحاث في واشنطن إن إسرائيل قصفت أيضا خجير، وهو موقع مهم وكبير لإنتاج الصواريخ قرب طهران.
وتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل منذ أن نفذت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، المدعومة من طهران، هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وهو ما أثار مخاوف من نشوب صراع أوسع في المنطقة قد تنجر إليه قوى عالمية وتعريض إمدادات الطاقة العالمية للخطر.
وتفاقم التوتر أيضا في ظل الصراع المحتدم في لبنان، حيث تشن إسرائيل حملة مكثفة على جماعة حزب الله، وهي حليف إيران الرئيسي في المنطقة، لمنع الجماعة من إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل.
وانضمت الولايات المتحدة إلى دول أخرى في الدعوة إلى وقف دائرة المواجهة بين إسرائيل وإيران، وذلك بعد أن ضغطت على إسرائيل لتجنب استهداف مواقع الطاقة والمواقع النووية في إيران.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت إن إسرائيل اختارت الأهداف التي هاجمتها في إيران بناء على مصالحها الوطنية وليس وفقا لما تمليه عليها الولايات المتحدة.
وقال بايدن إن الضربات أصابت أهدافا عسكرية فقط على ما يبدو، وعبر عن أمله في أن تكون هذه الضربات هي “النهاية”.
وقالت نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس، التي تأمل في خلافة بايدن بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني، إن “منظور الولايات المتحدة القوي هو أنه يجب أن يكون هناك وقف للتصعيد”.
وقال مسؤولان إقليميان مطلعان على معلومات من إيران لرويترز إن عدة اجتماعات رفيعة المستوى عُقدت في طهران لتحديد نطاق الرد الإيراني. وذكر مسؤول أن الأضرار “قليلة للغاية” وأن عدة قواعد للحرس الثوري داخل طهران وفي محيطها استُهدفت أيضا.
وبثت مواقع إخبارية إيرانية لقطات لمسافرين في مطار مهرآباد بطهران، فيما يهدف على ما يبدو إلى إظهار أن الضربات لم تؤد إلى أضرار تذكر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يطرأ أي تغيير على القيود المفروضة لضمان السلامة العامة في أنحاء إسرائيل، في إشارة إلى أنه لا يتوقع ردا إيرانيا فوريا.